مقالات
مخاضٌ وضغطٌ دولي أنتج الحكومة الأولى للعهد الجديد

بعد مخاضٍ وأخذٍ و ردٍ، تم تشكيل حكومة مؤلفة من ٢٤ وزيراً جلهم من أصحاب الاختصاصات.
ضغوطٌ دولية كثيرة مورست على لبنان للسير بتشكيل هذه الحكومة، كان آخرها التصريح الصلف الذي صرحت به جميلةُ أميركا، مرجانة، من على منبر القصر الجمهوري أثار زوبعةً من الانتقادات، أجبر القصر الجمهوري على التنصل من مضمونه، و حسناً فعل.
اللعب على الساحة اللبنانية أصبح على المكشوف ودون قفازات وبوقاحة لم يشهدها وطننا منذ تكوينه.
كان الرجل الوسيم صاحب الوجه البشوش ديبلوماسياً محترفاً وكلامه منمقاً، وكان يمشي بين النقط و يختار عباراته بتأنٍ حين كان يتحدث مع المسؤولين اللبنانيين.
عرفته حذقاً ممازحاً يمرر رسائله بسلاسة دون تجريح، يداري وضع لبنان المعقد، يعرف مكامن نقاط القوة والضعف في مجتمعنا، لتأتي هذه المرجانة الجميلة وتضرب بسيفٍ أميركيٍ مسنونٍ، كل المعايير الديبلوماسية في التخاطب بين الدول، منصبةً نفسها الآمر الناهي في منطقتنا، وما علينا إلا الخضوع. ليلاقيها بعض الداخل اللبناني من مدَّعي السيادة بالأهازيج والتبريكات، لما تكتنز نفوسهم من كرامة ووطنية صرفة.
بكل الأحوال شُكِّلت الحكومة حسب معايير فخامة الرئيس ودولة رئيس الحكومة، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يرضي دولة رئيس مجلس النواب ومبادئه التي لم يكن ممكناً تخطيها.
معارك طاحنة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
الكل يريد أن يتبنى نصراً زائفاً لا يقدم و لا يؤخر إلا مزيداً من الشرخ في هذا النظام الطائفي البغيض الذي عاجلاً أم آجلاً يجب التخلص منه والإتيان بنظام ديموقراطي بدلاً منه، يتساوى فيه اللبنانيون، ولا فضل (لعربي على أعجميٍ)فيه إلا بنظافة كفه وكفاءته.
أمنيةٌ أنادي بها منذ مدة طويلة عسى أن نستيقظ من هذا الكابوس في يومٍ من الأيام ليصبح عندنا وطن يحضن أدمغته على أرضه منعاً لسعيهم للهجرة طلباً لكرامة العيش و الأمان.
الحكومة بعد نيلها الثقة ببيان وزاري يرضي الجميع، وضعت على كاهلها مسؤوليات كثيرة و ملحة يجب أن تقوم بها على وجه السرعة: