لم يمضي أسبوعين على تنصيب دونالد ترامب رئيسا لأميركا حتى اثار القلق والمخاوف لدى أطراف متعددة وفي مقدمتها حلفائه وجيرانه.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حدد المكان الذي ستنطلق منه اجندة ترامب في السياسة الخارجية، مشيرا الى أنها ستبدأ بالقرب من بلاده لتأمين حدودها وصد الغزو الكارثي على حد قوله.
تهديدات روبيو تأتي في وقت تترقب فيه كندا والمكسيك قرارا بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على البلدين اعتبارا من بداية شباط/ فبراير، مع مخاوف أممية ايضا من تهديدات ترامب باستخدام القوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما.
هذه التهديدات لترامب تزامنت ايضا مع اعلانه عن ضرورة انتزاع جزيرة غرينلاند من الدنمارك التي عارضت بيع الجزيرة ووصفت الفكرة بالسخيفة.
أوروبا كذلك تراقب سياسات ترامب تجاهها بحذر شديد، خاصة بعدما طالب قادتها أكثر من مرة إلى ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا، ودفع دول الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة خمسة بالمئة من الناتج المحلي، وهو مستوى لم تبلغه حتى الآن أي دولة في الحلف حتى أميركا نفسها.
مجموعة بريكس ايضا كانت ضمن اهداف ترامب حيث حذر أعضائها بفرض رسوم جمركية بنسبة مئة في المئة في حال استبدالهم الدولار بعملة جديدة خاصة بهم.
وهو ما دفع روسيا وهي عضو فيها الى التقليل من تهديدات ترامب، مشيرة الى أن بريكس لا تهدف الى طرح عملة جديدة بل تهدف فقط لإنشاء منصات استثمارية مشتركة.
الصين كذلك ترى نفسها في مهب رياح ترامب، وبالرغم من أن الأخير كشف أنه يفكر في فرض رسوم جمركية بنسبة عشرة بالمئة على المنتجات الصينية، بدلا من ستين بالمئة، إلا أن خبراء لا يستبعدون نشوب حرب تجارية بين واشنطن وبكين.
كذلك أثار قرار ترامب تجميد المساعدات الأميركية الخارجية لمدة ثلاثة أشهر تمهيدا لاحتمال وقفها بشكل كامل، قلق العديد من المنظمات الإنسانية في العالم من بينها تلك في شرق وجنوب آسيا.
هذه السياسات العدائية التي ينتهجها ترامب، دفعت الكثير من دول العالم وعلى رأسها دول أمريكا اللاتينية التي عقدت قمة طارئة، الى التفكير بإعادة تشكيل أولوياتها لحماية مصالحها التجارية بعيدا عن تأثير التعرفات الجمركية والعراقيل المفروضة على التجارة الدولية من قبل واشنطن.