مقالات

واشنطن تضغط… ولبنان يلتزم فهل من ضمانات؟

لم يترك المشهد الجنوبي يوم الأحد مجالاً للتعامل مع القرار “الإسرائيلي” برفض الخروج من لبنان باستهتار، فتجندت الرئاسات اللبنانية وعلى رأسها الرئاسة الأولى للضغط على العدو، فكانت اتصالات مستمرة مع المعنيين وتحديداً في واشنطن، أفضت لإعلان البيت الأبيض عن “تمديد الاتفاق اللبناني – “الإسرائيلي” حتى 18 شباط المقبل، وبدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين، الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر 2023″.

لم تلتزم “إسرائيل” كعادتها بالاتتفاق الدولي، ولم تلتزم أميركا كعادتها أيضاً، بتأدية دور المحايد بكل ما يتعلق بالعدو، ولكن بحسب مطلعين على يوم الأحد الطويل، فإن إعلان البيت الأبيض جاء مناسباً للبنان.

تكشف المصادر أن “الإسرائيليين” أبلغوا الأميركيين منذ 10 أيام تقريباً، نيتهم عدم الخروج من لبنان بحلول مهلة الستين يوماً، بحجة عدم الانتهاء من تطهير المنطقة من منشآت حزب الله، مصحبين طلبهم هذا بطلب آخر أشد خطورة، يتعلق ببقائهم داخل 5 نقاط لبنانية هي عبارة عن تلال مرتفعة مشرفة، والحجة دائماً توفير الظروف الأمنية، التي تُريح المستوطنين وتُعيدهم إلى ديارهم، مشيرة إلى أن الأميركيين وافقوا على المطلب الأول، ولم يعلقوا لا سلباً ولا إيجاباً على المطلب الثاني.

نهاية الأسبوع الماضي، وبعد تيقّن المسؤولين اللبنانيين بنية الجنوبيين التوجه إلى قراهم يوم الأحد، بدأت الاتصالات على أعلى المستويات لمحاولة الحفاظ على الاتفاق، وخلال هذه الاتصالات أبلغ الأميركيون اللبنانيين بموافقتهم على بقاء “اسرائيل” لأيام إضافية في الجنوب، عبارة عن شهر، رفض رئيس الجمهورية اللبناني، فكان للأميركيين طرحهم المتعلق بالنقاط الخمس، فأكد عون عندئذ أن هذا الطرح سيفجر الاتفاق، وأن أحداً اذّاك لا يمكنه لوم اللبنانيين على ما يقومون به دفاعاً عن أنفسهم ولتحرير أرضهم. لم تنته الاتصالات إلى اتفاق.

يوم الأحد وبعد المشهد في الجنوب، والصمت “الإسرائيلي” الرسمي، عاد التواصل بين الأميركيين واللبنانيين. وبحسب المصادر طُلب من لبنان الموافقة على تمديد المهلة حتى 18 شباط، مقابل الانسحاب الكامل بعد هذا التاريخ، على أن تتسلم قوات اليونفيل النقاط الخمس التي كانت “اسرائيل” تريد البقاء فيها، وتهدئة الجنوبيين ، ومنعهم من التعرض للجنود “الإسرائيليين”، فوافق لبنان بشرط إدراج ملف الأسرى ضمن الاتفاق.

بعد بحث داخلي بين المؤسسات الدستورية، وافق لبنان على الطرح، على أن يكون الانسحاب “الإسرائيلي” تدريجياً خلال هذا الوقت، ويتم تسليم القرى للجيش تباعاً، كما حصل يوم أمس بالتنسيق بين الاهالي والجيش، وتكشف المصادر أن بديلة آموس هوكشتاين في رئاسة اللجنة الدولية، مورغان أورتاغوس، ستصل إلى لبنان في زيارة قريبة لمناقشة ملف الأسرى.

وبحسب المصادر، فإن لا ضمانات للبنان بخصوص الموعد الجديد، ولكن هناك اعلان رسمي صدر عن البيت الأبيض يُفترض أن يُلزم الإدارة الأميركية، ولكن لا ضمانات بخصوص احترام الاتفاقات، كذلك هناك مسألة الأسرى، لا يوجد ما يوجب حلها سوى رغبة أميركية بعدم إبقاء أي نقاط عالقة، يمكن أن تساهم في توتير الأجواء مستقبلا وتعرض الاستقرار للخطر، لأنه عادة في ملفات التفاوض على الأسرى، يكون هناك منفعة متبادلة للطرفين، أما في الحالة الراهنة فلا يمتلك لبنان ما يفاوض عليه.

بالنسبة إلى المقاومة، تؤكد المصادر أنها كانت بجو الاتفاق الجديد، لكن هذا لا يعني أنها لن تستمر في الحشد الشعبي، للضغط على العدو من أجل الانسحاب، فهي تتعامل مع الوقائع ولا تنتظر ضمانات.

محمد علوش- الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى