النبطية – تعاني الرياضة اللبنانية وبخاصة فرق كرة القدم من ضربات موجعة مع التدهور المستمر في الوضع الاقتصادي ، الذي أتى في خضم تفشي جائحة كورونا، وحال الحظر التي طالت المرافق كافة وشلت المخططات الرياضية وغيرها.
وفي الجنوب تعاني اندية كرة القدم أزمات عدة ، أبرزها التمويل المادي الضعيف مقارنة بسعر صرف الدولار، والاستمرار في إعداد الفرق في ظل البدلات المرتفعة لاستخدام الملاعب والتنقل والمصارفات اليومية، وصولا الى رواتب اللاعبين.
يقدر عدد الفرق الرياضية في الجنوب بنحو 100 نادٍ، منها نوادي كرة قدم وكرة سلة وكرة طاولة وغيرها، وتعتمد هذه الفرق في الدرجة الأولى على دعم وزارة الشباب والرياضة لها ، لكن مع تقلص موازنة الوزارة بالنسبة لسعر صرف الدولار بات الدعم المادي لهذه الفرق دون القيمة المطلوبة ،فيما تميز اداء وحدة الانشطة الرياضية والكشفية في المنطقة التربوية في محافظة النبطية بشخص مديرها عبدالله عساف في احتضانه الدائم لكل نشاط رياضي ، اكان في المدارس، أم على الملاعب من خلال مؤازرة الفرق وتقديم كل التسهيلات والدعم الذي يمكنهم من متابعة نشاطهم.
وفي ظل هذه الازمة الخانقة تمكن فريق الاهلي النبطية من تحقيق انجاز بصعوده الى الدرجة الاولى في الدوري اللبناني لكرة القدم وهو إنجاز استثنائي بـ” اللحم الحي ” ، ما فتح بارقة أمل في استعادة الرياضة روحها والانطلاق الى الملاعب بما توافر .
ويلعب مكتب الشباب والرياضة في اقليم الجنوب في حركة امل دورا محوريا في تزخيم نشاط الاندية الرياضية في الجنوب ، ويمكن القول حسب شهادات رؤساء الاندية ان مكتب الشباب والرياضة بشخص رئيسه المهندس علي حسن شكل ” الرافعة لارادة وعزيمة الفرق” في خوض غمار التحديات ، وهي كثيرة في ظل الازمة المالية الخانقة ،فالاستمرار في التدريبات يستوجب ملاعب ، وتكاليف باهظة لها من حيث الايجار والصيانة ، بالإضافة الى التنقلات ، وحاجات الفرق للادوات اللوجستية والبدلات ، كلها ساهم مكتب الشباب والرياضة في اقليم الجنوب في تذليلها والوقوف الى جانب الفرق بدعمه المادي والمعنوي.
ومن الواضح احتضان مكتب الشباب والرياضة في اقليم الجنوب لنادي الاهلي النبطية ووضع خطة لتحفيز ادائه من خلال المتابعة الدقيقة للأمور اللوجستية والمادية التي أسفرت عن تحقيق الهدف بالصعود الى الدرجة الاولى.
يشير أمين سر نادي “حاروف” الرياضي ماهر حرب الى ان “النادي الذي تأسس عام 1990 وهو في الدرجة الرابعة ، لم يشعر بالأزمة المالية سوى في العامين الأخيرين، كنا نتلقى الدعم من المغتربين والمقتدرين من أبناء بلدتنا وما زلنا، لكن هناك جزءًا كبيرًا كان من مؤسسات الدولة المعنية لكن بفعل تآكل قيمة الليرة، باتت الأمور صعبة ، هناك تكلفة رواتب لاعبين ، وتجهيز ملعب وصيانته وتنقلات اللاعبين ، ومن المؤكد أن دعم مكتب الشباب والرياضة في اقليم الجنوب كان الاساس في استمرار جهدنا الرياضي في كافة المراحل ، وهذا جهد مشكور عليه الاستاذ علي حسن ، الشخص المدرك تفاصيل كل نادي رياضي في الجنوب والمتابع لكل نشاط . لقد تلقينا دعمه وساعدنا في انارة ملعبنا لكي يتمكن اللاعبين من التدريب في ساعات الليل مثلا”.
بدوره يشير مدير نادي “القصيبة” الرياضي باسم زهير مهدي، إلى أن “النادي يخوض معركة الحفاظ على مركزه في الدرجة الثالثة بإمكانات ضئيلة جدا ، وبقدرات لا تحتمل ” لافتا إلى أن “تأثير سعر صرف الدولار كان قاسيًا علينا ، موازتنا هي من اصحاب الايادي البيضاء ومن دعم مكتب الشباب والرياضة في اقليم الجنوب ، هناك تدريبات نجريها على ملعب نضطر إلى استئجاره ، وهناك رواتب لاعبين ، الوضع صعب ولكن لا مستحيل امام الخيار الرياضي لدينا “.