أخبار لبنان

غموض المشهد السوري يُشرّع الاحتمالات كلّها

رأى ساسة وباحثون ومحللون عراقيون أن التطورات والمتغيرات الدراماتيكية المفاجئة، في المشهد السياسي السوري، سوف تجعله مفتوحًا على الخيارات والاحتمالات كلها، لا سيما مع وجود أطراف خارجية وداخلية مختلفة ومتقاطعة في مصالحها وحساباتها وأجنداتها.

ورأى هؤلاء الساسة والباحثون أن هناك قلقًا بدرجة أكبر، في بعض دول المحيط الإقليمي، يفوق القلق العراقي حيال مجريات الأحداث في سورية.

رئيس مركز العراق للدراسات محمد صادق الهاشميّ، يرى أن هنالك قلقًا واضحًا من السعودية والإمارات والأردن ومصر من سيطرة الفصائل المسلحة على النظام في سورية.

وهذه الدول لا تسمح للإخوان المسلمين بالعمل وإقامة دولة؛ لأنها تخشى تمدد الإرهاب لبلدانها، ومن توسع تركيا وقطر ومصادرة القرار العربي منها.

ويشير الهاشمي إلى أن نظام سورية الجديد يواجه تحديات كثيرة وكبيرة بعضها داخلية، من قبيل تعدد التشكيلات واختلاف توجهاتها السياسية والعقدية والمناطقية، وعدم انسجام المجتمع السوري المتنوع مع التوجّهات الإخوانية المتطرّفة، والأزمات الاقتصادية الخانقة.

في حين تتمثل التحديات الخارجية في جانب منها – بحسب الهاشمي – باختلاف أنظمة الحكم المحيطة بسورية مع توجهات الحكم الجديد فيها، وعدم توافق والقوى الدولية الكبرى في مواقفها حيال الحكم الجديد.

من جانبه، يعتقد النائب السابق في البرلمان العراقي رسول أبو حسنة: “أن مستقبل سورية؛ إما أن تتفتت إلى فيدراليات، أو تستقر بحكومة وطنية بعيدًا عن الجماعات المسلحة”. ويقول: “إن الجيش السوري تعرض إلى أزمات كثيرة ما تسبب بعدم قدرته على مواجهة المدّ للجهات التي غزت سورية، وإذا بقيت سورية بإدارة الجماعات المسلحة، فالمستقبل يؤشر إلى صراع ونزاع بين هذه الجماعات”.

بخصوص العراق، يرى البرلماني السابق: “أن العراق يمتلك جيشًا عقائديًا وعسكريًا ومسلحًا بمعدات متطورة، وهو قادر على صد أي هجمات خارجية، والأمور التي حدثت في سورية كانت مفاجئة للجميع”.

إلى ذلك، يؤكد الباحث في الشأن السياسي سلام عادل أنه: “يوجد حراك كبير جدًّا في المنطقة، وهو مؤشر على مخاوف الجميع مما يحدث فيها، وذلك الحراك بدأ مع ما سُمي بـــ”الربيع العربي” قبل أربعة عشر عامًا، ولكن تسارع الأحداث ما بعد طوفان غزّة ثمّ لبنان، وانزلاق سورية بهذا المنعطف الخطير، يعد تهديدًا خطيرًا للأمن القومي في المنطقة”.

كما أشار عادل إلى: “أن المشهد السوري، خلال أسبوعين من سقوط النظام، سيختلف تمامًا عما سيجري بعد شهرين، فهنالك ما يقرب من 100 منصة سورية معارضة تتحدث بقلق في ظل وجود سلطة 26 جماعة مسلحة، وهؤلاء ليس لديهم أي مشروع في سورية”، مبينًا أن: “العراق يؤدي دورًا في نزع فتيل الأزمات التي تحصل في المنطقة، ويستطيع أن يكون مؤثرًا مع الجارة سورية، والزيارات الخاطفة تتماشى مع الأحداث المتسارعة”.

ويرى هذا الباحث السياسي: “أن هنالك خواصر هشة في المنطقة أسهل من العراق، والذي يمتلك ما يقرب عن مليون وستمئة ألف مقاتل أمني وعسكري، بينهم ربع مليون مقاتل في الحشد الشعبي، والشعب العراقي بإمكاناته وعشائره ومرجعيته الرشيدة ليس بلقمة سائغة”.

كما أوضح عادل خاتمًا أن: “ما تعرضت له سورية اليوم من الكيان الصهيوني هو أقل بكثير مما تعرض له لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، والشعب اللبناني بصموده ووحدته واجه هذا الاحتلال”.

المصدر: العهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى