قال مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” “الإسرائيلية” في الشمال يائير كراوس: “بعد حوالي أسبوعين، سيحتفل نحو 750 من سكان (مستوطني) مدينة كريات شمونة بعيد “الحانوكا” (عيد “الأنوار” اليهودي)، للمرة الثانية على التوالي في مدينة هرتسليا بصفتهم سكان مؤقتين.
إذ إنّ 70 بالمئة من أطفالهم قد اندمجوا جيدًا في الأنظمة التعليمية المحلية، وعايشوا واقعًا لم يعرفوا مثله في الشمال”.
يتابع كراوس: “في غضون بضعة أشهر، سيضطر الأهالي الذين ذاقوا طعم الحياة في منطقة توجد فيها فجوات كبيرة في جميع المجالات؛ مثل التوظيف والصحة والثقافة والبنية التحتية بين المركز والضواحي الشمالية، إلى اتخاذ قرار مصيري، حتى إذا عاد معظمهم إلى كريات شمونة، ستكون العودة بالنسبة إليهم صعبة ومعقّدة”.
حوفيت ميمون، وهي إحدى المستوطنات النازحات، قالت إن: “الأسئلة عن العودة بدأت تُطرح مؤخرًا، لأن ابني قد تكيف حقًا وارتبط بمدرسته هنا”. وبحسب كلامها، كريات شمونة “بعيدة عن أي شيء يتعلق بالتعليم”، مقارنةً بالواقع الذي واجهته في هرتسليا بصفتها نازحة. وأوضحت أن: “الفجوات واضحة جدًا.
مستوى المدرسة هنا عالٍ جدًا، وهي حديثة مع التركيز على العالم الرقمي. هنا يهتمون بالاحتياجات العاطفية والاجتماعية لجميع الطلاب”؛ وفقًا لقولها.
وفكرة، أنها ستضطر إلى الانفصال عن كل هذا من دون أن تعرف ماذا سيحدث لابنها عند العودة إلى المنزل، تؤلمها، مثل العديد من المستوطنين الآخرين.
لقد أظهر بحث جديد، أجراه ما يُسمى “مركز المعرفة” في أكاديمية تل حي و”إشكول الجليل الشرقي” بعد عام من بداية الحرب، أن: “رضا السكان الذين أخلوا مع بداية الحرب، وانتقلوا للعيش خارج الشمال، هو أعلى بكثير في مختلف المجالات مقارنةً بمن بقوا في الشمال”.
وشارك في البحث أكثر من 1900 من مستوطني الجليل الشرقي، نصفهم بقي في مكان إقامته، والنصف الآخر أخلي من منزله.
وكانت الأسئلة الموجهة للمقيمين في أماكن جديدة تتعلق بالبلدات التي انتقلوا إليها، بينما كانت الأسئلة لأولئك الذين بقوا تتعلق بالخدمات المقدمة قبل الحرب.
وتشير النتائج إلى أن المستوطنين الذين أخلوا راضون في المستوطنات الجديدة، في مجالات التعليم والصحة والعروض الثقافية والترفيهية أكثر بكثير من نظرائهم الذين بقوا.
علاوة على ذلك؛ أفاد 62% من المستوطنين من الذين بقوا أن هناك تأثيرًا سلبيًا على الحال العاطفية لأطفالهم، ونحو نصف الأهالي أفادوا عن تضرر حالهم الاجتماعية، ومن بين الأطفال الذين أخلوا، كان هناك معدل أعلى من التأثير على حالهم العاطفية وصل إلى 66%.
يتابع المراسل: “في ضوء الإجراءات التي تقودها وزارة “التربية” والسلطات المحلية في الشمال، والجهود المبذولة في عملية إعادة الإعمار والنمو بعد الحرب، فإن هذه البيانات تمثل إشارة حمراء تتطلب اهتمامًا خاصًا”.
ووفقًا للصحيفة، أظهر البحث أيضًا صوتًا واضحًا يتوقع تغييرًا كبيرًا في الاستجابة التعليمية التي يتلقاها الأطفال في الشمال.
فقد أشار نحو 67% أو أكثر من الشريحة المستطلَعة إلى أن المجال الذي يجب الاستثمار فيه لتشجيع عودتهم هو مجال التعليم.
كما أفاد أكثر من نصف الشريحة المستطلعة أن الاستثمار في المناعة النفسية والجوانب العاطفية للأطفال سيعزز القرار بالعودة إلى المنزل”.
وقال رئيسا “إشكول الجليل الشرقي” و”المجلس الإقليمي” مفوئوت حرمون وبني بن-موفخار: “لقد مرّ أطفال الجليل الشرقي بصدمة كبيرة من الناحية العاطفية والنفسية والتعليمية، في العام الماضي.
التعليم الجيد هو المفتاح لسد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك يجب التأكد من أن كل طفل في المنطقة سيكون له الفرصة ليصبح أقوى، ويتعلم ويتطور من خلال سد الفجوات”.
مراقب الدولة متنياهو أنغلمان تطرق، يوم أمس الأربعاء، في لجنة مراقبة الدولة إلى الوضع في الشمال. وقال أنغلمان: “زرنا مستوطنات المطلة وزرعيت وشتولا، والوضع هناك ما يزال صعبًا.
صندوق التعويضات يتعامل فقط مع المناطق التي تضررت من الهجمات الصاروخية مباشرة، ولكن هناك بيوت تضررت بسبب الإهمال. كل هذا يمنع العديد من السكان (المستوطنين) من العودة إلى منازلهم”.
وقال أيضًا: “من يساعد فعليًا في إعادة الحياة إلى مسارها هم أساسًا المتطوعون، في حين أن المؤسسة الحكومية لا تعمل بالسرعة المطلوبة.
كان من المتوقع من وزيري المالية والداخلية تخصيص موارد فورية لإعادة إعمار المستوطنات، من دون انتظار الموافقة على ميزانية جديدة.
يجري الحديث هنا عن عجز. أنا أدعو رئيس الحكومة إلى التدخل والعمل على تسريع إعادة الإعمار في الشمال، في أقرب وقت ممكن”.