كتبت صحيفة “الديار”: في اخر حدث هام، قررت كتلة الوزير السابق وليد جنبلاط تبني ترشيح العماد جوزاف عون رسميًا لرئاسة الجمهورية الذي يحظى بدعم اميركي فرنسي وسعودي. وتقول المعلومات انه اثناء زيارة الرئيس الفرنسي الى المملكة العربية السعودية ولقائه ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، توافقت رؤية الزعيمين على ترشيح قائد الجيش الجنرال جوزاف عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية. وتقرر ابلاغ الحلفاء من القيادات اللبنانية هذا القرار، وبالتالي تم اطلاع وليد جنبلاط على ترشيح عون بعد زيارته لفرنسا. اثر ذلك، زار جنبلاط عين التينة واجتمع بالرئيس نبيه بري ووضعه في اجواء القرار الفرنسي- السعودي. وفي اللقاء اكد جنبلاط تبنيه لقائد الجيش مرشحا للرئاسة.
في المقابل، ابدت مصادر اوروبية خشيتها من التغيير السوري الذي أعقب الحرب على لبنان وتداعياته على المشهد اللبناني، اذ من الممكن أن يجعل من انجاز الاستحقاق الرئاسي أمراُ أكثر سهولة أم أكثر تعقيداً . ذلك ان البعض اذا ذهب باتجاه انتخاب رئيس يستفز بعض المكونات في المجتمع اللبناني، عندئذ سيحصل انفجار داخلي لا تحمد عقباه. اما اذا اختارت الاحزاب الرئيسية التوافق على رئيس غير استفزازي، فتكون القوى اللبنانية قد تعاملت مع التطورات السورية والاقليمية بنضج سياسي ورؤية حكيمة تجنب لبنان المزيد من الانقسامات السياسية والطائفية.
وفي هذا النطاق، تساءلت مصادر اوروبية في حديثها للديار ما اذا كان تركيب اللجنة الخماسية سيصبح 5+ 1، بانضمام تركيا اليها في ما يتعلق بدور اللجنة في مسألة ملء الفراغ الرئاسي، او في مسألة تشكيل الحكومة التي تعقب ذلك، باعتبار ان تركيا هي اللاعب الاساسي الآن على الساحة السورية.
توازيا، كشفت مصادر مطلعة ان القوى الرئيسية في لبنان تقترب من تذليل العقبات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، تحديدا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمردة، في ظل توافق سني – شيعي – درزي على اي شخصية لرئاسة الجمهورية غير استفزازي، او بالاحرى الا يكون الرئيس الجديد جبران باسيل او سمير جعجع. وعليه، يجري البحث حول مرشح لا يستفز باسيل ولا يخفف من قوة جعجع ولا يؤذي فرنجية. اما عن الاسماء المطروحة رئاسيا في الوقت الحالي، فتقول المصادر المطلعة ان أغلبيتها ليس لها حظوظ جدية في الوصول الى قصر بعبدا.
في غضون ذلك، تستمر الخروقات الاسرائيلية جنوب لبنان رغم اتفاق وقف اطلاق النار، حيث كشفت اوساط سياسية للديار ان اللجنة المولجة بمراقبة وقف النار تتعمد اعطاء العدو «الاسرائيلي» فرصة واسعة من الزمن ليقوم بما لم يفعله في زمن الحرب. والحال ان ما يحصل في الجنوب هو مقصود، ومطلوب من اللجنة ان تنكفئ في ممارسة دورها في ردع الجيش «الاسرائيلي» من خرق الاتفاق لان الجو السائد هو ان لبنان ليس جاهزا كفاية لمنع وجود عناصر حزب الله وسلاحه في جنوب الليطاني. ولفتت هذه الاوساط ان اللجنة حاليا ستبقي على دورها غير الفعال في «المحافظة» على وقف اطلاق النار الى ان تمر مهلة الستين يوما والى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية لمعرفة كيفية تعاطيه مع حزب الله في جنوب الليطاني حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
نزوح سوري كثيف باتجاه لبنان
ورغم تحسن الاوضاع في سوريا، تقول المعلومات ان نزوحا سوريا كبيرا مستمر باتجاه لبنان منذ اسبوع وحتى يوم امس لاسباب انسانية. وقد روى سكان اهالي بلدات لبنانية، خاصة في منطقة عكار، انهم شاهدوا سيارات فيها نساء واطفال سوريون يعبرون باتجاه الداخل اللبناني، دون ان يتم تحديد العدد للنازحين السوريين الذين دخلوا في الفترة الاخيرة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. انما الوضع الاقتصادي اللبناني لا يتحمل وفودا جديدة من النازحين السوريين، فالبنية التحتية بائسة وتكاليف المعيشة باهظة، وعليه هذا الامر سيزيد من معاناة الشعب اللبناني.
في المقابل، لا يزال الاتحاد الاوروبي مترددا في اعادة النازحين السوريين الى سوريا، نتيجة الوضع المتغير في البلاد.
بري يتواصل مع هوكشتاين تنديدا بالخروقات الاسرائيلية
من جهتها، عقدت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في رأس الناقورة اجتماعا امس حيث تم التركيز على المسيرات الاسرائيلية التي تخرق الاتفاق، الا ان اسرائيل تعتدي على السيادة اللبنانية بمختلف الطرق.
بدوره، تواصل الرئيس بري مع الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين في اتصال هاتفي للتنديد بعدم احترام الكيان الصهيوني اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، خصوصا لناحية المسيرات التي تحلق جنوبا وفوق سماء بيروت والضاحية.
وفي التفاصيل، استهدف الطيران المعادي سيارة في مجدل زون جنوب لبنان، وقصف اطراف بلدة كفرشوبا وحلتا وشبعا، الى جانب تحليق مكثف لمسيرات في اجواء قرى حاصبيا والعرقوب، وايضا في سماء بيروت والضاحية. وكشف رئيس بلدية رأس الناقورة ان نسبة التدمير الممنهج للبلدة ارتفعت إلى 70% منذ نفاذ الاتفاق، بفعل خروقات جيش الاحتلال.
في المقابل، دخل الجيش اللبناني حتى هذا التاريخ بلدات الخيام وعين عرب وشبعا.
جنبلاط وسوريا
على صعيد اخر، يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الحاكم الجديد لسوريا احمد الشرع نهاية الاسبوع بهدف حماية دروز سوريا اولا، وثانيا اعادة التواصل بين دروز لبنان وسوريا. هذا ويريد جنبلاط معرفة مقاربة النظام السوري الجديد مع الاقليات، سواء اذا كان سيحترم حقوقهم ووجودهم ام لا.
من جهتها، اعتبرت مصادر ديبلوماسية للديار ان جنبلاط يرى انه امام موازين قوى جديدة، حيث ربح الخط الاميركي في المنطقة، ولذلك يسعى للتواصل مع النظام الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وتابعت هذه المصادر، ان جنبلاط يفتح الباب امام المسؤولين اللبنانيين الرسميين على غرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لتطبيع العلاقات اللبنانية –السورية، حيث ان ميقاتي لا يمكنه لقاء الشرع بما ان الاخير مصنف ارهابيا، وفقا للولايات المتحدة الاميركية والسعودية والامارات وبعض الدول في الاتحاد الاوروبي.
من ناحية اخرى، قالت اوساط سياسية للديار ان وضعية الوزير السابق وليد جنبلاط الحالية هي نسخة 14 اذار 2005 حيث جنبلاط كان يقول تكرارا انه يجب انتظار جثة الخصم على ضفة النهر، وها هي قد تحققت مقولته بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وفي هذا السياق، اعتبرت هذه الاوساط ان جنبلاط يتماهى مع المعارضة دون ان يكون جزءا منها، ويتواصل مع الكتل المعارضة بعمق سعودي واميركي وسوري.
ذلك ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق يتعامل مع التغييرات السورية على قاعدة انه زعيم الدروز في سوريا ولبنان.
وبالتالي الحالة الجنبلاطية تضع نفسها في كنف الوضعية السنية، وعلى هذا الاساس ترى ترابطا جديا مع الحالة السنية، «بصبغة» تركية. وعليه، يقوم وليد جنبلاط بزيارة سوريا نهاية الاسبوع، ولقاء رئيس هيئة تحرير الشام احمد الشرع.
القوات اللبنانية: الاستحقاق الرئاسي هو مدخل لمشروع الدولة
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار انها تعتبر المسار الرئاسي مزدوجا، اي مسارا سياسيا ووطنيا، مشيرة الى ان القوات لا تقارب الانتخابات الرئاسية كانتخابات كلاسيكية وتقليدية، بل مدخل لمشروع دولة، كما لا تتطلع الى هذا الاستحقاق على قاعدة تنافس شخصي بين مرشحين. ورأت المصادر القواتية ان اليوم هناك فرصة ذهبية تاريخية لترسيخ مشروع الدولة، وعليه، يجب تطبيق الدستور والقرارات الدولية. وبناء على ذلك، يجب التوافق على اسماء تجسد هذا المشروع.
ولفتت المصادر القواتية الى وجود قنوات تواصل بين المعارضة، ومن ضمنها القوات مع التيار الوطني الحر، ولكن ليس هناك تقاطع على الاسماء لهذه اللحظة.
وردا على سؤال حول رهان المعارضة، ومن بينها القوات، على تسلم الرئيس الاميركي رسميا الحكم في 20 كانون الثاني من السنة الجديدة وترقب احداث قد تصب في مصلحة المعارضة لتحسين شروطها الرئاسية، اعتبرت القوات اللبنانية ان ما تحقق قد تحقق نظرا الى المرحلة التي دخلت فيها المنطقة، مع التبدل في المسرح السوري، وانقطاع المد الحيوي من ايران الى لبنان، الى جانب قبول حزب الله اتفاق وقف اطلاق النار.
وهنا شددت المصادر القواتية على ان حزبها يتطلع الى انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني.
اما بالنسبة لترشح رئيس القوات سمير جعجع، فقد قالت المصادر القواتية انه في حال رأت بعض الكتل هذه المرحلة تستدعي وصول من شكل تاريخيا رأس حربة مشروع الدولة ان يكون رئيسا، فليكن عندئذ جعجع رئيسا للجمهورية. وتابعت انه في الوقت الحاضر يعمل الدكتور جعجع على التقاطع من اجل انهاء الشغور الرئاسي وتعزيز مشروع المؤسسات.
فرنجية:طرحنا سلة من الاسماء لرئاسة الجمهورية وأنا مستمر بترشيحي…
اشار رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية في العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين في تيار المردة، الى «اننا طرحنا سلَّة أسماء لرئاسة الجمهورية ولن ندخل بها الآن لكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد».
ولفت فرنجية الى ان الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان مؤخراً «وسخة جداً» وهجرت الكثير من اللبنانيين.
واوضح: نريدُ رئيساً «مش على قد الكرسي بل بدنا رئيس على قد الموقع» ويعمل على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة.
وقال: نريد رئيساً على قدر المرحلة في جلسة 9 كانون الثاني وإلا لن نشارك في إيصال رئيس لا يملأ الموقع المسيحي الأول و»نبقى برّا أشرفلنا».
واضاف «أنا مُستمر بترشيحي لرئاسة الجمهورية وأنا مُنفتح على أي اسم يتلاءم مع المرحلة».