قال مراسل “القناة 12” “الإسرائيلية” في منطقة الشمال، مناحيم هوروفيتس: “في الأسبوع المقبل، عندما نضيء الشمعة الثانية من (عيد) حانوكا (الأنوار)، سنحتفل أيضًا بشهر على وقف إطلاق النار مع حزب الله في الشمال.
كان شهرًا جيدًا إلى حد ما – في الغالب، تم الحفاظ على الهدوء بشكل معقول، عاد الكثير من النازحين إلى بيوتهم وبدؤوا في إعادة بناء حياتهم التي اضطُروا لتركها قبل أكثر من عام، وأخيرًا توقف الجليل عن أن يكون منطقة حرب.
الشعور هو أنه لو كنا في الصيف، لكان عشرات الآلاف من “الإسرائيليين” قد ذهبوا إلى الأنهر، والنُزل، ومواقع التخييم في أطراف الجليل”.
وأضاف: “ومع ذلك، هناك نقطة كبيرة في هذه الفترة: رغم أن الجيش اللبناني بدأ في الانتشار واستبدال الجيش “الإسرائيلي” في الأماكن التي سيطر عليها (مثل بلدة الخيام في منطقة المطلة)، لا يزال الجنود يتعرضون للإصابات في لبنان، وآلاف عائلات الجنود، سواء في الخدمة النظامية أو الاحتياط، لا تزال تعيش في قلق دائم وتفويت ساعات من النوم خوفًا من أخبار سيئة قد تصل”.
وأردف “وهنا تظهر فجأة جبهة برية أخرى لم تكن في الحسبان قبل أسابيع قليلة: سورية تفككت، وبالإضافة إلى العمليات المثيرة لسلاح الجو “الإسرائيلي” لتدمير جيش الأسد (الذين هما حاليًا في نفس مستوى التأثير)، بدأت القوات البرية في السيطرة على مناطق شرق الحدود لتمهيد الطريق أمام من سيستلم الحكم، وذلك بغرض إقناع من سيستلم الحكم بأننا لن نسمح لحزب الله بالوجود قرب حدودنا الشرقية.
من يقوم بذلك؟ الجيش “الإسرائيلي”، كما هو معروف، يضغط قواته إلى أقصى الحدود، بحيث يتم تقسيم ألوية كاملة بين سورية ولبنان، وفجأة نجد أنفسنا نعمل في سيناريو لم يكن أحد قد استعد له”.
ولفت إلى أنّه “بالرغم من العملية في الجولان السوري، والتي هي موقّتة على ما يبدو ولكن لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في الشرق الأوسط، أنا قلق بشأن ما يحدث في لبنان. أولاً، من الناحية التاريخية، الشتاء في لبنان ليس بالضبط مشهدًا ممتعًا للجيش “الإسرائيلي”.
ثانيًا، والأهم من ذلك، نحن حاليًا في فترة انتقالية حرجة، حيث يوجد الجنود في لبنان لكنهم ليسوا في حالة تأهب كما كان الحال في أثناء الحرب، مما قد يؤدي إلى أخطاء أو مبادرات محلية من الضباط في الميدان قد تؤدي إلى إصابات”.
وأشار إلى أنّه “في الشهر الماضي، مع اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال، والمفاوضات المتقدمة (على ما يبدو) لوقف إطلاق النار في الجنوب أيضًا، هناك جو من “خذ ما تستطيع”: شعور أن هذه هي الفرصة الأخيرة للجيش “الإسرائيلي” لتحقيق مكاسب قبل إغلاق الستار بشكل نهائي. من يعرف جيدًا الديناميكيات بين الضباط الكبار في الجيش “الإسرائيلي” يعلم أن القادة يفكرون دائمًا ليس فقط في المهمة القريبة، إنما أيضًا في مكانتهم في التاريخ، وفي هذه الفترة يشعر بعضهم أن هذه هي اللحظة المناسبة أو أنها ليست كذلك أبداً”.
وتابع القول: “الاهتمام يتحول إلى سورية – طالما لا يوجد هناك حكم موحد نتوصل معه إلى اتفاقات بشأن الحفاظ على اتفاقية الفصل بين القوات لعام 1974، يجب على “إسرائيل” والجيش “الإسرائيلي” الاستمرار في استغلال هذه الفرصة الفريدة، وتنفيذ أي عملية تساعد في ضمان (إلى أقصى حد ممكن في هذه المنطقة) الهدوء المستقبلي في هضبة الجولان”.
كما لفت إلى أنّ “الوضع في لبنان مختلف: بمجرد اتخاذ القرار بإنهاء الحرب هناك، يجب القيام بكل شيء من أجل نقل السيطرة بسرعة إلى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل. لا حاجة للانتظار حتى انتهاء الستين يومًا التي تم تحديدها في الاتفاق، والتي قد تُمدد أيضًا.
جنوب لبنان ليس مكانًا آمنًا للجنود، حتى في فترة وقف إطلاق النار، وإذا لم تكن لدينا مهام هجومية محددة عبر الحدود فمن الأفضل ألا نكون هناك، وألا نبحث عن أنفاق أو منشآت إرهابية قد تؤدي في النهاية إلى المزيد من الإصابات”.
وختم قائلًا: “يجب إعادة الجنود الذين لا يزالون خلف الحدود في أقرب وقت ممكن – سيعود بعضهم أخيرًا إلى منازلهم، ومن المحتمل أن يذهب بعضهم الآخر شرقًا إلى هضبة الجولان أو حتى غربًا إلى سورية للمساعدة في المهمة العاجلة التي هي على جدول الأعمال، على أمل أن تكون هذه آخر جولة لهم في الحرب.
من الواضح للجميع أنه لا حرب بلا إصابات، ومن أجل تحقيق أهدافنا المهمة جدًا يجب أن نكون مستعدّين لدفع الثمن، لكن لا ينبغي أن نقبل بالإصابات التي كان من الممكن تجنبها، في مهمة تم حسمها منذ أكثر من شهر”.