منذ اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار، أطلق حزب الله خطّة إعادة الإعمار التي بدأت بالكشف على الأضرار التي لحقت بالأبنية والمحال التجارية.
فرق من المهندسين من مؤسّسة جهاد البناء توزّعت على مختلف المناطق اللبنانية لتبدأ العمل بالتنسيق مع لجان العمل الإجتماعي لحزب الله.
فريق الخط الساخن رافق المهندسين الذين قصدوا منطقة بيروت الغربية، هذه المنطقة التي صبّ العدو الصهيوني جام حقده عليها وارتكب فيها أكثر من مجزرة.
وفي لقاء مع المهندس المدني محمّد رحّال، ذكر رحّال أنّ مسح الأضرار يشمل كل شيء حتّى أصغر المحتويات، كما أنّ الأبنية المتضرّرة بشكل كبير يكشف عليها فريق متخصّص بالفحص الإنشائي، بقوم بأخذ عيّنات من عواميد البناء الى المتختبرات لتحديد ما إذا كانت هذه الأبنية تحتاج الى هدم، تدعيم، أو ترميم.
وتابع رحّال أنّه حتّى السيّارات المتضرّرة يكشف عليها فريق متخصّص ويحدّد حجم الضرر من أجل التعويض.
لفت رحّال الى أنّ المستأجر لا بد وأن يبرز عقد إيجار، وإذا تعذّر ذلك يلجأ المهندس الى سؤال لجنة البناية والجيران للتأكّد.
بعد مرافقة المهندسين في عملية الكشف، كان لفريق الخط الساخن وقفة مع مسؤول العلاقات العامة لحزب الله في منطقة بيروت عبد الرحيم حوماني، الذي تحدّث عن دور العمل الإجتماعي منذ بداية العدوان في تأمين مراكز الإيواء ومتابعة احتياجات الأهالي، وبعد توقّف إطلاق النار تركّز العمل على رفع الأنقاض والنفايات من المنطقة، وقد وجّه حوماني شكره لإتّحاد بلديات الضاحية الذي ساعد بآلياته في تنظيف الطرقات.
كما تابع حوماني أنّهم يساعدون أيضا النازحين في إيجاد بيوت للإيجار في حال تهدّمت بيوتهم.
جولة فريق الخط الساخن لحظت أيضا آراء المواطنين الذين تحدّثوا عن تمسّكهم بمدينتهم وبخيار المقاومة.
وآخر محطّات الحلقة كانت في مكتب منسّق الترميم في مؤسّسة جهاد البناء المهندس حسين خير الدين، الذي أكّد أنّ هناك خطّة متكاملة تضمن تواجد فرق مسح الأضرار على كافّة الأراضي اللبنانية لتعمل بشكل متزامن.
وقد تم تشكيل سبعة مراكز خاصة بعمليات الترميم في المنطقة الثانية، وثمانية مراكز في منطقة البقاع، وخمسة مراكز في منطقة بيروت.
وفيما يخص بيروت بالتحديد، ذكر خير الدين أنّه تم إنجاز ما يقارب 70 % من ملف مسح الأضرار، ونفس النسبة في منطقة الجبل.
أمّا في منطقة الشمال فقد تم مسح ما يقارب 90% من الأضرار، وقد بدأت عمليات دفع التعويضات.
وعن آلية مسح الأضرار، قال خير الدين إنّ العاملين في المراكز المستحدثة يبلّغون الأهالي بموعد المسح فيحضر المهندس بوجود صاحب العلاقة.
وأكّد خير الدين أنّ بدل الأثاث هو من حق المستأجر أو من يشغل المنزل، أمّا تعويض أضرار البناء فهو من حق المالك.
خير الدين قال أيضا إنّهم سيعمدون الى زيادة المراكز وأعداد المهندسين من أجل تسريع هذه العملية حرصا على إعادة الأهالي الى بيوتهم بأسرع وقت ممكن.
وعن التعويضات ذكر أنّ من هدم منزله يُصرف له ثمانية آلاف دولار بدل مفروشات، وستة آلاف دولار سنويا بدل إيواء إذا كان في بيروت وضاحيتها، أمّا خارج بيروت والضاحية فبدل الإيواء يعادل 4 آلاف دولار سنويا.
أخيرا لفت خير الدين الى أنّ الوحدات المهدّمة خارج بيروت سيتم احتساب كلفة إعادة بنائها، وسيصرف لأصحابها المبلغ المكمّل لما ستدفعه الدولة، التي يجب أن تتحمّل مسؤوليتها في عملية إعادة الإعمار.
أما المباني المهدّمة في بيروت والضاحية فستتكفّل شركة وعد عملية إعادة بناء هذه الوحدات.
وستعاد تجربة وعد عام 2006 حيث أعادت المباني أجمل مما كانت ملبيّة وعد شهيدنا الأقدس سماحة السيّد حسن نصرالله، وكما وعد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأهالي الشرفاء.