اخبار اقليمية

تفاصيل مثيرة… لماذا أخفى الاحتلال عدد خسائرِه؟

كشفت مصادر صحفية عبرية، تفاصيل جديدة حول الأسباب الكامنة وراء إخفاء جيش الاحتلال خسائره المُتعلقة بعدد القتلى الذين يسقطون في المعارك الضّارية في قطاع غزّة.

وقالت المصادر العبرية، إنَّ هناك صيغة اتفاق بين عائلات القتلى الإسرائيليين وممثلين عن الحكومة ومنظمة “بيت إسرائيل” يتم من خلاله تقديم تعويض قدره 250 ألف شيكل لكل عائلة تقوم بدفن ابنها بسرية كاملة بعيداً عن وسائل الإعلام وتوقيعهم على استمارة للالتزام بالسرية لمدة 5 سنوات.

وأضافت “في المقابل يدفن بعض القتلى الإسرائيليين دون الكشف عن مقتلهم مثل المرتزقة، الجنود اللقطاء، والجنود الذين فقدوا عائلاتهم”.

ووفقًا لقوانين الاحتلال، فإن الإعلانات عن أي قتلى أو عمليات المقاومة تخضع إلى مقص الرقابة العسكرية أو منع من النشر، وهو قرار ملزم يتم بموجبه منع نشر أي معلومات عن القتلى سواء من وسائل الإعلام، أو من المؤسسات الرسمية، أو من المستوطنين.

كما يمنع الاحتلال وسائل الإعلام الإسرائيلية من تداول ما تنشره فصائل المقاومة من مقاطع مصوّرة تظهر استهداف الجيش وتكبيده الخسائر.

وفي العاشر من ديسمبر/كانون الأول العام الماضي نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت، تقريرًا صادمًا عن خسائر جيش الاحتلال في الحرب على غزة، وقالت فيه إن عدد الجنود الجرحى بلغ نحو 5 آلاف، من بينهم ألفان على الأقل أصبحوا في عداد المعاقين، لكن الصحيفة ما لبثت أن سحبت تقريرها، ونشرت أعدادا أقل من ذلك بكثير.

ويعتمد جيش الاحتلال سياسة ضبابية في الإعلان عن خسائره البشرية في غزة، مما يؤدي إلى التشكيك في الأعداد، وهذه عدة طرق يتمكن خلالها من تحقيق هذا الهدف، وذلك عبر إخضاع الإعلانات عن أي قتلى أو عمليات المقاومة إلى مقص الرقابة العسكرية أو منع من النشر.

كما يتعمّد الجيش خداع الجمهور بقوله إنه لا يتم الإبلاغ عن العدد إلا بعد إخبار عوائل القتلى، لأن الإعلان عن العدد لا يقتضي ذكر الأسماء، كما أنه يستثني قوائم القتلى التي تصدرها المؤسسة العسكرية شرائح عديدة من القتلى. وكشفت التقارير العبرية، أنّ جيش الاحتلال يعرض أموالًا على عائلات بعض القتلى، خصوصًا من اليهود الشرقيين والروس وبعض الدروز والبدو، مقابل التكتم على خسائرهم. وأكدت التقارير أن جيش الاحتلال لا يعلن عن القتلى من المرتزقة الذين يقاتلون في صفوفه، إنما يعلن “المجندون الوحيدون”، وهم الذين فقدوا عائلاتهم، أو جاؤوا إلى “إسرائيل” دون عائلات، وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وهم غير المرتزقة. كما لا يعلن عن قتلاه من “المجندين اللقطاء”، وعادة ما يتم الزج بهم في مقدمة القوات المقتحمة، وهم جنود إسرائيليون، لكن دون كشوف مدنية، وليس لهم سجل مدني مرتبط بعائلات، وهذا شائع في المجتمع الإسرائيلي، وهؤلاء لهم أسماء مثل ليفي وكـوهين وديفيد، لكن العدو لا يتعامل معهم إلا كأرقام، ويدفنهم في مدافن خاصة بهم، وفي العادة يتم الزج بهم في مقدمة الصفوف.

وعن الأسباب الكامنة وراء إخفاء الاحتلال عدد قتلاه، فأوضحت التقارير أنه يحاول الحفاظ على معنويات الجنود على خط المواجهة من الانهيار، بالإضافة إلى تخفيف وقع الصدمة على الجمهور “الإسرائيلي”.

وأضافت ، أن الجيش يحاول “عدم إثارة الرأي العام ضد القيادة السياسية والأمنية”، لافتةً إلى أنّ جزءًا من الحرب النفسية التي يخوضها ضد المقاومة، فإن الإعلان الحقيقي عن أعداد القتلى تأثيره إيجابي على الروح المعنوية والقتالية للمقاومين.

وكالة شهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى