لا تبريرات واضحة حتى الآن بشأن توجه وزارة التربية إلى الاستغناء عن آلاف المعلمين قبل الظهر وبعده ممّن تدفع الجهات المانحة مستحقاتهم، وذلك بعدما طلبت المناطق التربوية، فجأة، من مديري المدارس الرسمية عدم الاستعانة بالمعلمين قبل الظهر لعدم وجود اعتماد مالي.
إلا أن سلوك منظمة «اليونيسف» في السنوات الثلاث الأخيرة لجهة التضييق على المعلمين قد يفسر، بحسب مصادر متابعة، الوصول إلى هذا التدبير.
فالمنظمة تعتبر أن التمويل للمستعان بهم قبل الظهر بدأ مع النزوح السوري في بداية الأزمة السورية حيث كان التلامذة يتسجلون في المدارس الرسمية قبل الظهر، ولمّا تراجعت أعداد هؤلاء انتفى سبب التمويل.
وكانت قضية المستعان بهم قبل الظهر أحد الملفات التي طرحها رئيس رابطة المعلمين الرسميين، حسين جواد، مع المدير العام للتربية عماد الأشقر، ونقل عنه أن «الوزارة ليست في وارد الاستغناء عن أحد في هذا الوقت، وتقوم بمساعٍ لحل الإشكالية مع اليونيسف، وباستطاعة المعلمين أن يكملوا التدريس».
وقال جواد لـ «الأخبار» إنّ التمويل متوافر ومخصص لتعليم 30 ألف تلميذ سوري يدرسون في دوام قبل الظهر. إلا أن كلامه لم يطمئن المعلمين الذين قالت مصادرهم إنهم يحتاجون إلى ضمانات، ويصرون على إبرام عقود رسمية معهم مع ضم سنوات الخبرة بعدما مارسوا التعليم لمدة 11 عاماً.
المفارقة أن الدولة تخلت عن مسؤوليتها تجاه المعلمين المستعان بهم رغم الحاجة إليهم، فلم تعاملهم كمتعاقدين رسميين لهم حقوق عليها، وظلّت تعتمد على الجهات المانحة.
أما بالنسبة إلى المستعان بهم بعد الظهر، فلديهم قصة أخرى، إذ قررت الوزارة، بسبب الحجة المالية نفسها، خفض عدد المدارس من نحو 340 مدرسة رسمية إلى 67 مدرسة لتعليم التلامذة اللاجئين السوريين، ما يعني أيضاً الاستغناء عن آلاف المعلمين، إضافة إلى الامتناع عن الاستعانة بأكثر من 600 مرشد تربوي، وهو ما ورد في مذكرة التسجيل لدوام بعد الظهر.
وكانت لجنة المعلمين المستعان بهم في دوام بعد الظهر تبلغت، أمس من الأشقر بأن الوزارة تتجه إلى اعتماد التعليم الحضوري فقط، باعتبار أنه ليست في حوزة التلامذة تجهيزات تخوّلهم ولوج منصة «تيمز»، وأن معالجة المشكلة مرتبطة أيضاً بتمويل «اليونيسف» وبالحلحلة المنتطرة بعد وقف إطلاق النار، وخصوصاً أنه ليس معروفاً ما إذا كان جميع التلامذة السوريين (110 آلاف) موجودين حالياً في لبنان وسيتسجلون هذا العام، خصوصاً أن مجلس الوزراء اشترط أن تكون لدى الراغبين في التسجيل إقامات رسمية.
وبحسب أجواء اليونيسف هناك نحو 20 ألف تلميذ تواصلت معهم المنظمة أكدوا تسجيلهم حتى الآن، فيما هناك نحو 40 ألفاً غادروا إلى سوريا.
إلا أن جواد أوضح أن المدارس الـ 67 فتحت للتسجيل فقط وليس للتدريس، وسيتم لقاء مع اليونيسف قريباً لمناقشة طرائق التدريس في المدارس التي كانت معتمدة سابقاً. أما بالنسبة إلى المرشدين التربويين، فهناك مساع، بحسب جواد، لاعتماد شهادتهم في مادة الأنشطة والفنون.