لم تكن زيارة الوفد الأمني المصري إلى تل أبيب من أجل مناقشة التصورات المصرية بشأن «التهدئة المؤقتة» في قطاع غزة، على المستوى الدبلوماسي نفسه الذي كان مقرراً حتى صباح الخميس.
وجاء تخفيض المستوى هذا، على خلفية تكرار التصريحات الإسرائيلية الرسمية بشأن إحباط عمليات تهريب للأسلحة من الأراضي المصرية إلى القطاع.
واعتبرت القاهرة أن تلك التصريحات «غير مقبولة»، ولا سيما أنها جاءت بعد التنسيق بشأن زيارة الوفد والخطوط العريضة التي سيناقشها، متمسّكةً بموقفها بأن المزاعم الإسرائيلية التي تكرّرت للمرة السادسة «ليست صحيحة».
وإثر ذلك، خفّضت القاهرة مستوى التمثيل في الوفد الذي التقى، أمس، مسؤولين إسرائيليين في «تل أبيب»، وناقش معهم لساعات مقترح «التهدئة» المصري، والذي ترغب القاهرة «في دخوله حيز التنفيذ في أقرب وقت، من أجل إتاحة الفرصة أمام المناقشات واللقاءات بشأن الوضع المستقبلي للقطاع».
وبحسب المصادر، تأمل مصر في أن «يؤدي وقف إطلاق النار إلى تهدئة مؤقتة، إلى حين تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب مهامها، وأملاً في الوصول إلى مسار تفاوضي قابل للتنفيذ بدعم أميركي». وكانت أجرت القاهرة مناقشات مع مسؤولين أوروبيين من أجل دعم الاتصالات الجارية، والتي تنخرط فيها أيضاً كل من قطر وتركيا.
وتضيف المصادر أن طرح تصور «الهدنة الجزئية» المقترحة، سيكون «بداية لمناقشة الأمور بشكل أفضل وأوسع خلال الأيام المقبلة»، مع التشديد المصري على «ضرورة وجود رد تفصيلي على مقترح القاهرة». ووفقاً للمقترح المشار إليه، والذي يتضمن جدولاً زمنياً تفصيلياً، ترغب مصر في أن «يبدأ الأمر بوقف إطلاق النار، من دون الإفراج عن أي من الرهائن لصعوبة تحقيق ذلك بسبب الوضع الأمني، على أن يجري إدخال المساعدات بشكل متسارع خلال الأيام التالية، مع بدء الإفراج عن الرهائن بشكل تدريجي ومتزامن».
وتسعى القاهرة لأن تسري الهدنة «عدة أيام، تمتد لشهر على الأقل»، فيما لا يزال الموقف الإسرائيلي غامضاً إزاء هذا الطرح.
وبالتوازي، يجري ضبط الأمور على الشريط الحدودي، حيث «ستضمن مصر تقنين الوضع على محور فيلادلفيا مؤقتاً، وفق الأوضاع العسكرية القائمة حالياً، قبل أن يتم الاتفاق على مواقع تمركز للقوات الإسرائيلية، بما يضمن تلبية ما تقول تل أبيب إنه سيضمن أمنها».
ومع استمرار الاجتماعات حتى مساء الخميس لساعات أطول من المقررة سلفاً، بدا المسؤولون المصريون «حريصين على وضع النقاط الخلافية بشكل منفرد، ومحاولة حلحلتها جزئياً، عبر اقتراحات متزامنة»، وفقاً للمصادر، التي تؤكد أيضاً «وجود ردود واستجابات لدى الجانب المصري على كل المخاوف التي تقول إسرائيل إنها تخشى إيقاف الحرب على خلفيتها في الفترة المقبلة».