وصل الإفلاس الإعلامي في قناة mtv إلى فتح هوائها لاستضافة السيد ميثم عيسى المتهم بقضايا تعنيف بحقّ أطفاله وزوجته، وإعطائه مساحة لمهاجمة المقاومة، محاولةً التماهي مع قناة «العربية» و«نجمها» العميل محمد علي الحسيني.
أول من أمس، تفوقت قناة ميشال المرّ على باقي القنوات المطبّعة مع العدو الإسرائيلي، واستقبلت عيسى، وحوّلته إلى محلل سياسي يعلم بمجريات الحرب ويملك معلومات حول مسارها. حاولت المحطة صناعة شخصية «مؤثرة» تروّج للهزيمة وتحرّض على المقاومة، ولكنها فشلت. فالضيف الذي يدّعي بأنّه عالم ديني وناشط سياسي، لم يسمع به سابقاً، اللهم باستثناء قضايا تعنيف أسري قد تدخله السجن!
في هذا السياق، أطل المذيع فادي شهوان في حلقة جديدة من برنامج «لبنان تحت العدوان» على mtv مستقبلاً عيسى بكل رحابة صدر. طرح المقدم مجموعة أسئلة على ضيفه، من بينها تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومستقبل سلاح «حزب الله» وعلاقته مع إيران.
انعدام مهنية المحطة وافتقارها إلى الضيوف المحرضين على المقاومة
حاور المقدم ضيفه كأنه صاحب فكر ورؤية سياسية. وسئل عن رأيه بسردية الحرب، فأوضح له «أن حاجز الخوف من الحزب قد انكسر لدى الطائفة الشيعية، وبأن البيئة الحاضنة لم يحمها أحد»، قبل أن يشن هجوماً على سلاح المقاومة، معتبراً أنّ «الحزب لم يستطع حماية المدنيين والنازحين. لو نبيع هذا السلاح في الخردة، كان أحسن لنا». على الضفة نفسها، حاولت قناة mtv أن تمشي على خطى شبكة «العربية الحدث» السعودية التي أسهمت منذ اندلاع الحرب، في صناعة صورة السيد العميل محمد علي الحسيني، وتحويله إلى مصدر سياسي للتحليلات المزيفة.
عملت القناتان على تعويم شخصيات دينية مطبّعة مع العدو، واستغلالها في ظل الحرب الإسرائيلية على لبنان. خطوة تدلّ على انعدام مهنية mtv التي انبرت منذ بدء العدوان على لبنان، إلى تسويق السردية الصهيونية والمساهمة في الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل على المجتمع اللبناني، والتحريض على فئة من اللبنانيين، ونقل أخبار العدو كما هي من دون أي مسافة نقدية.
وفور ظهور ميثم عيسى على قناة mtv، راحت وسائل الإعلام تفتح ملفات الضيف المليئة بالفساد والعنف الأسري وتهرّبه من القضاء منذ أشهر، ليتضح أنّ «المعلومات القضائية أوقفت عيسى في بلدة حومين التحتا في جنوب لبنان بجرم تعنيف طفليه القاصرين البالغين تسع وعشر سنوات وحجز حريتهما داخل حمام في شقة غير مأهولة لمدة ثمان أيام. ولاحقاً، تمكّنت مفرزة النبطية القضائية من فك احتجاز الطفل والطفلة بعد تعرضهما لأبشع أنواع التعذيب والتعنيف والحروق»… فهنيئاً لـ mtv بـ «محلّلها» السياسي الفذّ!