رغم الغارات الجوية الكثيفة والعنيفة على مدينة الخيام تحديداً، لا يزال الوضع الميداني على حاله في القرى الأمامية التي تشهد تغييرات متتالية في التكتيكات الإسرائيلية الرامية إلى إحراز نتائج إيجابية لناحية التقدم والتثبيت تمهيداً لتقدّمات جديدة.
وحتى أمس، لم يكن العدو قد نجح في بسط سيطرته التامة على أيّ من القرى والبلدات الملاصقة للحدود مع فلسطين المحتلة. فبقيت المواجهات قائمة في عيتا الشعب، وفي مدينة الخيام أيضاً التي لا يزال العدو فيها في طور الحركة الأولية، إذ تواصلت المواجهات ليلاً على مشارف الحي الجنوبي الشرقي للمدينة خلال محاولات تقدّم العدو، فاستهدفت المقاومة آليات «هامفي» مصفّحة تابعة له وتجمّعاً لجنوده في منطقة وطى الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية.
وفي مروحين والضهيرة ويارين وأم التوت، لم ينجح العدو في السيطرة على أيّ منها رغم محاولاته المتكررة للتسلل ومن ثم الانسحاب والاكتفاء بنقاط محددة لصيقة بالحدود الفلسطينية.
أما في الشرقي، فينفّذ العدو «حركة مرنة»، يعتمد فيها على الدخول والانسحاب من دون التحشيد والتثبيت في أي نقطة داخل القرى بشكل عام.
في المشهد العام، لم ينجح العدو خلال 30 يوماً مما سمّاها «المناورة البرية» في السيطرة على أي بلدة بشكل كامل، رغم تمكنه من تشكيل مسارب في بعض النقاط، استغل في جزء كبير منها التضاريس الجغرافية المكشوفة من جهته.
ودعت وسائل إعلام إسرائيلية «مَن لم يُلاحظ»، إلى الانتباه إلى أن «حزب الله هدّد وهو موجود: المزيد من الحرائق، المزيد من القتلى، المزيد من الأضرار، يمكنك أن تشعر بذلك جيداً في الأيام القليلة الماضية».
وفيما كان جيش العدو يحاول تسجيل اختراق ميداني في الخيام، كان حزب الله يكثّف استهدافاته مستخدماً المُسيّرات الانقضاضية لدكّ آليات العدو وتجمعات جنوده، فضلاً عن قواعده وثكناته.
فشنّ أمس هجوميَن جويين بواسطة المُسيّرات الانقضاضية على تجمع للآليات في مستعمرة المنارة وفي كسارة كفرجلعادي، أصابت أهدافها بدقة.
كما شنّ هجوماً ثالثاً بمُسيّرتين انقضاضيّتين ومحلّقتين انقضاضيّتين على تقاطع غوما جنوب كريات شمونة، واستهدف قاعدتَي بيت هلل وشراغا بمُسيّرات انقضاضية أصابت أهدافها بدقة.
ودكّ مقاومو حزب الله مستعمرات دلتون وكفر فراديم وكابري وكفر يوفال ومعيان باروخ وميرون، ومستوطنة كريات شمونة بصليات صاروخية.
كما أسقطت قوات الدفاع الجوي مُسيّرة جديدة من طراز «هرمز 900» فوق منطقة مرجعيون بصاروخ أرض – جو.
فيما دمّر المقاومون دبابة ميركافا بصاروخ موجّه في منطقة الحمامص جنوبي بلدة الخيام، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
ودكّ المقاومون ثكنة زرعيت بصلية صاروخية، واستهدفوا تجمعاً لجنود العدو فيها بمُسيّرة انقضاضية. كما استهدفوا تجمعات لجنود العدو في مستعمرات معالوت ترشيحا وحانيتا وبرعام وزرعيت، وفي موقعي جل العلام ورأس الناقورة البحري، وثكنتي يرؤون ودوفيف، وفي تل النحاس عند أطراف بلدة كفركلا وعند بوابة العباسية، وفي مناطق الوطى والعمرا وخلة العصافير واليعقوصة والأطراف الشرقية لمدينة الخيام.
وكان جيش العدو قد شنّ أمس،عشرات الغارات الجوية، على مناطق متفرقة، أبرزها حارة صيدا، التي استهدفها مرتين.
وأسفرت الغارة الأولى التي أدّت إلى انهيار 3 مبانٍ في مقابل «مجمع سيد الشهداء»، عن استشهاد 5 وإصابة 33 آخرين، في حصيلة أولية.
واستهدف في غارة ثانية شقة سكنية في تعمير حارة صيدا، ما تسبب بإصابات أيضاً.
وطاولت غارات الأمس بلدات جنوبية وبلدات في البقاعين الغربي والأوسط.