مقالات

إعلام العدوّ: بالغنا في تقديراتنا وحزب الله يتعافى ويهاجم

في سياق يبدو متصلاً بكلام قادة جيش الاحتلال عن «أن الوضع يسمح بالتوصل إلى اتفاق على وقف الحرب في لبنان الآن»، يبدو أن عدداً من الإعلاميين الذين تربطهم علاقات تاريخية مع المؤسستين العسكرية والأمنية، قد باشروا، وبسرعة لم تكن متوقّعة، الحديث عن وقائع مختلفة عما يجري على الجبهة، ويعرضون لوقائع تخالف صورة «السحق» التي يقدّمها السياسيون الذين يريدون الحرب مفتوحةً حتى استسلام حزب الله.

وكتب عاموس هرئيل في «هآرتس»، أن جيش الاحتلال «يسعى في لبنان إلى إنهاء العمليات، لكنّ الحكومة لا تظهر أي إشارة على أنها تريد تسوية سياسية قريباً.

وعشية العيد قُتل أربعة جنود من لواء المشاة في الاحتياط في مواجهة مع رجال حزب الله قرب الحدود، وأمس قُتل جندي آخر.

وفي صليات الصواريخ على الشمال أصيب مواطن إصابةً بالغة وصفارات الإنذار وصلت خلال العيد أيضاً إلى مركز البلاد.

لكنّ نتنياهو وأفراد عائلته غارقون في الحاجة إلى تعديل الفترينا التي تضررت في منزلهم في قيساريا بسبب مُسيّرة حزب الله».


ويضيف: «يجد رئيس الأركان هرتسي هليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت نفسيهما في موقف متدنّ في الخلاف مع نتنياهو.

عندما يشير رئيس الحكومة بأنه ينوي الاستمرار حتى النهاية، فما الذي يعنيه ذلك في الواقع؟ هل يقصد إعادة احتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني؟».


أما محلل الشؤون الأمنية في «يديعوت أحرونوت» رونين برغمان فقال إنه «من الواضح أننا بالغنا بنسبة 100% بخصوص الضربات ضد حزب الله، وأن جهات كبيرة بالغت في ذلك، بينها مؤسسة الاستخبارات والجيش اللذان دخلا في حالة نشوة».


وكتب المحلل العسكري في «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي: «إن مفعول الصدمة التي تلقّاها حزب الله بدأ بالتبدّد، بدليل ما يحدث في ساحة المعارك البرية، في القرى الأمامية الحدودية، وكذلك بالنسبة إلى إطلاق الصواريخ والمُسيّرات.

وما تقدّم هو سبب تصاعد الخسائر لدينا، سواء في جبهة القتال، أو الجبهة الداخلية.

وهي ظاهرة معروفة في التاريخ العسكري، إذ إن أي جيش، ولو كان إرهابياً مثل حزب الله أو حماس، يتعرض للصدمة، يبدأ بالتعافي بعد أن يتلقى ضربة مفاجئة، وهذا ما يفعله حزب الله، وهو يحاول التمركز على الخط الثاني من القرى الذي يبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود، ومن هناك يجمع معلومات استخباراتية عن قوات الجيش ويحدد الأهداف لمدى قصير وشديد الانحدار؛ ثم يستخدم الأسلحة والصواريخ المضادة للدروع بكل أنواعها والتي يوجد منها عدد كبير جداً لديه، وهي دقيقة.

وقوات الرضوان تمكنت، من خلال الرصد الأرضي وبمساعدة المُسيّرات، من تحديد تموضعات قواتنا العاملة في الخط الأول من القرى المحاذية للحدود.

ويشغل حزب الله وسائل التجميع الاستخباري ليلَ نهارَ، ويتمكن من رصد القوافل اللوجستية التي تضم مجموعات كثيفة من مقاتلينا الذين يتحركون داخل القرى والمباني، ويملك حزب الله القدرة على رصد تحركاتها الجسدية والإشارات الإلكترونية، وهو يستغل ذلك لضرب القوات».


أضاف: «الخط الثاني، الذي يتم منه جمع المعلومات الاستخبارية وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ الثقيلة القصيرة المدى على المقاتلين، قد تمّ إعداده مسبقاً من قبل قوة الرضوان كمناطق تجمّع لعناصرها من أجل احتلال الجليل.

أما بالقرب من الحدود الإسرائيلية، فقد ترك حزب الله قوات مهمتها تأخير الجيش الإسرائيلي، والعمل على اختطاف مقاتلينا والتسبب في سقوط العديد من الضحايا لدينا، والخلايا لا تزال في الميدان، وهي تخرج من الأنفاق التي لم يكتشفها الجيش الإسرائيلي بعد، وتلحق أضراراً بالقوات.

وهذا ما حصل يوم الأربعاء في القطاع الغربي، حيث تعمل الفرقة 146 تحت قيادة العميد يفتاح نوركين. قُتل أربعة من جنود الاحتياط وأصيب سبعة آخرون بهجوم مباشر من مسافة صفر شنّه عناصر من حزب الله خرجوا من فتحة نفق».


ونقل بن يشاي عن مصادر رواية حول ما يحصل على الجبهة، مشيراً إلى أن «مقاتلي الاحتياط الخمسة الإضافيين الذين قُتلوا والعديد من الجرحى الليلة الماضية أصيبوا بصاروخ ثقيل انفجر في المنطقة اللوجستية لإحدى فرق الألوية القتالية العاملة في القطاع الأوسط.

ويمكن الافتراض أن حزب الله لاحظ حركة مرور كثيفة نسبياً للمركبات على أحد الطرق المؤدية إلى تلك المنطقة اللوجستية، وربما تمكّن أيضاً من تحديد موقع مبنى تركّز حوله نشاط توزيع المعدات اللوجستية القادمة من الأراضي الإسرائيلية (…) واليوم، يتمتع حزب الله بالقدرة على إطلاق صواريخ ألماس المضادة للدبابات، حيث يطلقها من مخابئ أو من منحدر خلفي وتوجيه الصاروخ بدقة كبيرة إلى هدفه باستخدام آلية توجيه بصرية مثبتة في الجزء العلوي من الصاروخ.

وبعبارة أخرى، فإن حزب الله اليوم أكثر استعداداً لحرب العصابات في الميدان مما كان عليه في حرب لبنان الثانية عام 2006».

واضاف بن يشاي «إن اتجاه التعافي، الذي يتجلى في قوات الخطوط الأمامية في حزب الله، يتبدى كذلك في إطلاق الطائرات من دون طيار التي تستهدف العمق الإسرائيلي، وفي إطلاق الصواريخ، بشكل رئيسي حتى خط الخضيرة.

بشكل أو بآخر، يتم تنسيق إطلاق الصواريخ ومزامنتها مع إطلاق الطائرات من دون طيار التي تطير إلى الأهداف المحددة».


من جانبه كتب المعلق العسكري ألون بن دافيد في صحيفة «معاريف» ان العملية العسكرية في لبنان «تكاد تفكّك تماماً الخط المتقدم لحزب الله.

ومع ان هناك إطلاق مئات الصواريخ كل يوم، لكن حزب الله لم يعد كما كان عليه قبل شهر، والظروف نضجت للتسوية».

وكشف انه «في خطة إسرائيل التي قدمت للأميركيين، يوجد مطلب إسرائيلي للحفاظ على حرية عمل للجيش في جنوب لبنان (…) لكن الاتفاق في لبنان لن يحصل من تلقاء ذاته»، ليخلص الى القول: «قُدّر لنا أن نخوض حرب عصابات متواصلة حيال غزة وربما أيضا حيال لبنان، لكن إذا لم نوقف النزيف، فلن يتبقى لنا على ما نقاتل من أجله».

المصدر: جريدة الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى