مقالات

ماذا قال الاحتلال عقب اغتيال السيّد “الموسوي” وماذا حدث بعدها؟!

أقدم الاحتلال “الإسرائيلي” عام 1992 على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني السيد عبّاس الموسوي، مُبدياً انتصاراً كبيراً وانجازاً استراتيجياً في مواجهة الحزب اللبناني. وكتبت بعض الصحف “الإسرائيلية” على الصفحة الأولى عقب اغتيال السيد الموسوي: “انتهى عهد الصراع مع حزب الله في الملعب المريح له”.

وبشواهد التاريخ منذ ذلك الوقت، لم يكن للاحتلال ما تمنَّى، فبعد 30 عامًا على عملية الاغتيال (عام 2022)، كشف الجنرال يوري ساغي، الرئيس السابِق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال، والذي أشرف شخصيًا على عملية الاغتيال، أنّ من بين السلبيات التي أعقبت قتل السيد موسوي كانت تعيين السيّد حسن نصر الله أمينًا عامًّا لحزب الله.

وأضاف:” الأمين العام الجديد أثبت أنّه أخطر بكثير من سَلَفِه ويفهم المجتمع “الإسرائيليّ” ونقاط ضعفه، والأيّام أثبتت ذلك”، على حدّ تعبيره. وخلال تولّي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خاض مواجهات عديدة ضد الاحتلال “الإسرائيلي”، أبرزها حرب تموز 2006، التي مٌني الاحتلال فيها هزيمة كبيرة وأجبر على الخروج من بيروت مندحراً، وإسناد غزة في معركة طوفان الأقصى 2023 لأكثر من 11 شهراً.

ويقول محللون سياسيون إن بعض القيادات استثنائية ومن الصعب تعويضها، غير أن مسيرة الصراع مع هذا المحتل والإيمان بحتمية النصر تؤكد ما قيل إنه إذا غاب منا سيّد قام سيّد، وإن الراية يحملها فارس جديد. المشهد الذي أعقب اغتيال السيد الموسوي تكرر عقب إعلان الاحتلال اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جراء قصف الضاحية الجنوبية بسلسلة غارات و83 قنبلة تزن كل واحدة منها طناً.

خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعلن انتصاراً باغتيال السيد نصر الله، رغم الفشل الذي لا يزال يلاحقه منذ السابع من أكتوبر على جميع الجبهات، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة على جبهة غزة وكذا على جبهة لبنان. يقول محللون، إن سلوك حزب الله رغم ضربات الاحتلال القوية واغتيال كبار القادة، لا يزال منضبطاً ويوجه ضربات نوعية، ويحقق الهدف اللبناني بجر الاحتلال لمعركة استنزاف طويلة دون تحقيق أي من أهدافه.

ويضيف المحللون أن الحزب لا يزال متمسك إلى حد اللحظة باستراتيجية الأمين العام، ومُصرٌ على هدف ربط ووحدة الجبهات، دون انفصال حتى الوصول إلى إنهاء الحرب في غزة. وعقب الاغتيال، علّقت مصادر عبرية أن السيد هشام صفي الدين تولى زمام الأمور بدلاً لنصر الله، وهو أشد خطراً منه، ويخطط لضربات قوية ونوعية، وهو ما توافق مع تصريحات الجنرال يوري ساغي، عقب اغتيال السيد الموسوي.

وتأكيداً لتلك التحليلات، قال القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، إنه لا يوجد منصب شاغر في حزب الله اللبناني. وتابع في تصريحات صحفية أن “حزب الله قام بتدريب عناصر قوية على مدى 4 عقود ويتم استبدال القادة فوراً”، وهذا ما ظهرت تجلياته عقب اغتيال السيد نصر الله.

(شهاب نيوز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى