مقالات

صاروخ يمني واحد أرعب ” تل أبيب” … كيف اذا ردت الجهة الأقرب جغرافياً؟

من الثابت أن “إسرائيل” قد تجاوزت بالمجزرة التي نفذتها أخيراً بعد تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية المحمولة “البايجر” لعناصر في حزب الله في أكثر من منطقة، ما تسبب بإصابة المئات من حاملي هذه الأجهزة.

إلاّ أن “هذا العدوان، لم يؤثر في واقع الحزب وقدراته  ولو أنه أدى إلى أزمة في الاتصالات”، كما يؤكد المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، الذي يكشف عن توجه نحو اعتماد أسلوب آخر للتواصل بعد اليوم”.

ويقول لـ “الديار” إنه “من حيث المبدأ، وفي قراءة لكل الوقائع التي تردنا من الإعلام “الإسرائيلي” وعلى لسان ضباط كبار سابقين، وإذا قرأنا الخلافات بين المستوى العسكري والمستوى السياسي في “إسرائيل”، وإذا قرأنا ما طُرح من أهداف من العملية الهجومية البرية في غزة، وهي أهداف عالية المستوى و لم يتحقق منها سوى الدمار والأبادة، واذا رأينا ان الجيش  لم ينه قتاله في غزة، وهو قيد حرب مشاغلة على جبهة جنوب لبنان، ودخل في حربٍ جديدة في الضفة الغربية، فهي تشير الى أن هذا الجيش لا يستطيع بالقيام بعملية عسكرية في الوضع الراهن، بعدما تعود عليه من تفوق جوي وتدمير وقتل وتدمير ممنهج، كما يفعل في الميدان المفتوح في جبهة الجنوب”.

لكن كل هذه الوقائع، كما يوضح “لا تنفع مع حكومة يمينية متشددة، تعتمد أسلوب الهروب إلى الأمام، والتباهي بالعنف المفرط، فيما لا تشير المعطيات الميدانية، بأن جيش العدو قادر على خوض حربٍ على الجبهة الشمالية، لأن حزب الله، وأيضا بعرض الوقائع، ما زال يختزن أسلحته المتوسطة و صواريخه المتوسطة  والبعيدة المدى، كما أنه يمتلك بنك أهداف كبير”.

وعن احتمال أن تكون هذه العملية مقدمة للحرب، يتطرق ملاعب إلى الصاروخ اليمني متسائلاً: “إذا كان صاروخ واحد من اليمن أرعب منطقة “تل أبيب”، حيث نزل مليونا “إسرائيلي” الى الملاجىء، فما سيكون عليه الأمر من الحزب ومن الجبهة الأقرب جغرافياً من “إسرائيل”؟ وبالتالي، ما من مجال لتوسعة القتال، إلاّ أنه وأمام الحكومة اليمينية المدعومة أميركياً، فإن احتمال تورطها بعملية أكبر بجنوب لبنان و ربما بالعمق اللبناني، قد يكون متوقعاً”.

وحول تداعيات هذه العملية، يرى أن “أبرزها، وهو أهم من الإصابات والإنعكاسات على المستوى اللوجستي، هو فقدان عصب العمليات لأن وسيلة الإتصال هي عصب العمليات، وقد تعرض هذا العصب لضربة، ومن غير الواضح كيف سيتم استدراكها في المستقبل، إلاّ أنه من المؤكد أن حزب الله ما زال موجوداً على الجبهة ولم يتأثر عناصره، بمعنى أن التواجد العسكري والجهوزية، ما زالا في أرقى حالاتهما للرد على أي عدوان، وهو ما يطرح أسئلة تتعلق بشلّ عصب الإتصالات وكيفية استدراكه، وإذا كان سيتمّ عبر الشبكة الأرضية التي مدها حزب الله منذ عام 2008”.

وعن السيناريو المرتقب بعد عملية 18 أيلول، وإذا كان عنوانه هو الحرب الموسعة، يرى العميد ملاعب أن “العدو الإسرائيلي يعتبر أن المسألة هي مسألة وجودية، و لم يعد يعنيه شأن محتجزيه في غزة، لأن نتنياهو وصل إلى مكان حرّض فيه شعبه على تأييده في قرار توسيع العمليات في لبنان، وهو ما يبدو مرجحاً في المرحلة المقبلة في الجنوب، ولكنه سيجد أن ما ينتظره هو رد كبير من حزب الله، الذي سيكون بالمرصاد وما زال يختزن قدراته، ويستطيع الرد على أي عدوان إسرائيلي”.

هيام عيد – الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى