مقالات

النقاش “الرئاسي” إلى الواجهة.. ماذا عن الحرب؟

من بوابة الحراك الفرنسي اللافت في أروقة مجلس الأمن منذ أيام من أجل التمديد لعام واحد لمهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان، يعود الإستحقاق الرئاسي مجدداً إلى الواجهة.

فالنجاح الذي حققته الديبلوماسية الفرنسية في التوصل إلى تأمين نوعٍ من تلاقي الإرادات لدى عواصم القرار، على أولوية هذا التمديد نظراً إلى دقة الظروف الإقليمية كما لواقع الحرب في لبنان، قد بدا وكأنه بمثابة المدخل إلى استعادة الدينامية لدى الدول الأعضاء في “اللجنة الخماسية”، كما قرأت فيه مصادر ديبلوماسية متابعة للملف الرئاسي.

فإن باريس تسعى، وبمبادرة رئاسية فرنسية تحديداً، كما تكشف المصادر الديبلوماسية ل”ليبانون ديبايت”، إلى استطلاع الواقع السياسي العام على الساحة اللبنانية، والإنطلاق نحو تحريك الملف الرئاسي الذي دخل في مرحلة جمود قاتل منذ أسابيع عدة، بانتظار بلورة اتفاق وقف الحرب في غزة، بعدما باتت كل الملفات السياسية الداخلية معلّقة على ساعة هذه الحرب، رغم أن القوى الأساسية لا تزال تنفي وجود أي ترابط ما بين حرب غزة وانتخابات رئاسة الجمهورية.

وإذ تستبعد المصادر الديبلوماسية، أن تكون الطريق سالكةً أمام سفراء “الخماسية” من أجل استئناف اتصالاتهم وتحركاتهم في هذا الإطار، فهي ترى في التأزم السياسي والإصطفافات الحالية والأزمات المتنوعة بالتوازي مع الحرب، عوائق وتعقيدات ستحول دون أي تحقيق أي تقدم على خطّ التعاطي من قبل كل الأطراف الداخلية مع سفراء “الخماسية”، باستثناء الترحيب بإعادة ملف رئاسة الجمهورية إلى طاولة النقاش الديبلوماسي وليس أكثر.

وعن الخطوات الديبلوماسية المرتقبة على مستوى إعادة إطلاق البحث بالإستحقاق الرئاسي، فتتحدث المصادر عن لقاء للسفراء الخمسة في الأسبوع المقبل، من أجل وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، تبدأ بالتواصل مع القيادات ورؤساء الكتل النيابية وفتح باب النقاش الرئاسي مجدداً وذلك بمعزلٍ عن الحرب في الجنوب.

وتتوقع المصادر أن يسير هذا التحرك بالتوازي مع تواصل فرنسي مع عواصم “الخماسية”، وأن يعود موفد الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت جان إيف لودريان، إلى مهمته تسهيلاً ودعماً للأطراف المحلية في التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن.

وحول ملاءمة الظروف الحالية لأي نقاش في الملف الرئاسي في ضوء الإنقسام حول حرب الإشغال والإسناد في الجنوب، تؤكد المصادر بأن الوصول إلى أي نتيجة عملية في هذا الملف، يبدو مهمةً بالغة الصعوبة، إلاّ أن الهدف الرئيسي لدى عواصم “الخماسية”، هو التحضير لإطلاق المسار الرئاسي بانتظار التوصل إلى وقف الحرب في غزة.

المصدر: ليبانون ديبايت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى