فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية انطلاق العام الدراسي الجديد 2024-2025، مطلع الشهر المقبل، لا يزال آلاف الطلبة في قطاع غزة يواجهون حرب إبادة مستمرة منذ ما يقرب من 11 شهراً، أسفرت، إلى الآن، عن اسشهاد الآلاف منهم، ومن هيئة التدريس، معلّمين وأساتذة جامعات. ولم يتمكّن طلبة القطاع من إكمال عامهم الدراسي الماضي (2023-2024)، بفعل العدوان الذي انطلق في تشرين الأول 2023، والذي استُهدفت خلاله 80% من المؤسسات التعليمية.
وفي هذا الإطار، يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن العدو يسعى إلى القضاء على جلّ القطاعات الحيوية في غزة، والبالغ عددها 15 قطاعاً، من بينها التعليمي. ويشير الثوابتة، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن العدوان الإسرائيلي «دمّر أكثر من 122 مدرسة وجامعة تدميراً كلياً، وأكثر من 334 مدرسة وجامعة تحتاج الآن إلى إعادة ترميم وتهيئة بعدما دمّرها جزئياً».
مضيفاً أن عدد الطلبة الذين استشهدوا خلال الحرب بلغ، إلى الآن، 9 آلاف طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية، إلى جانب أكثر من 500 من هيئة التدريس، وما يزيد على 110 من العلماء وأساتذة الجامعات والباحثين والعاملين في الجامعات الفلسطينية. ويعتبر ما تقدّم بمنزلة دليل على تعمّد الاحتلال «القضاء على القطاع التعليمي وحرمان الطلبة من الالتحاق بالمسيرة التعليمية»، لافتاً، في هذا الإطار، إلى أن 40 ألف طالب حرموا من التقدّم لاختبارات الثانوية العامة لهذا العام.
إزاء ذلك، يؤكد الثوابتة أن لجنة طوارئ وزارة التربية والتعليم في الحكومة في غزة «وضعت خطتي طوارئ لاستكمال المسيرة التعليمية فور انتهاء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة: الأولى، خطة المراحل الدراسية الأساسية من الصف الأول وحتى الرابع الابتدائي، والثانية لطلبة مرحلة الثانوية العامة إذ يتقدّمون للاختبارات في شهر كانون الأول 2024».
وفي التفاصيل، يبيّن أن الخطة التنفيذية مدّتها ثلاثة إلى أربعة أشهر، يعوّض خلالها الطالب 70% من منهاج العام الدراسي السابق ويقدّم الاختبارات المتعلقة بها قبل أن ينتقل إلى المرحلة التالية، مضيفاً أنه «ستتم مواءمة أعداد الطلبة مع أعداد المدرسين والمدارس التي ستستقبلهم».
ويعرب عن أمله في أن يكون هناك تعاون كبير من قِبَل وزارة التربية والتعليم في الضفة المحتلة في ما يتعلق بتوفير الكتب المدرسية «خاصة أن جلّ المطابع في قطاع غزة تم تدميرها على أيدي الاحتلال الإسرائيلي».
وكان قد حمّل المكتب الإعلامي الحكومي، العدو ومن خلفه الإدارة الأميركية، كامل المسؤولية عن تدمير المدارس والجامعات وقتل الطلبة والمعلمين وأساتذة الجامعات «بطريقة ممنهجة ومقصودة»، منوهاً إلى أن «معظمهم قُتلوا في بيوتهم بعدما مُسحت مربعات بأكملها، وهُدمت المنازل فوق رؤوس أصحابها».
وطالب المكتب، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والأممية وذات الصلة، بالضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية، وعلى الإدارة الأميركية لعدم تصدير الأسلحة المحرّمة دولياً إلى الاحتلال، وكذلك الوقوف إلى جانب قطاع غزة في إعادة بناء المدارس والجامعات وإعادة تأهيلها للدراسة والتعليم الجامعي.
وتجدر الإشارة إلى أن 625000 طالب التحقوا، مطلع العام الدراسي الماضي، بمقاعد الدراسة في جميع محافظات قطاع غزة، وتوزعوا على 743 مدرسة حكومية، ومدارس تابعة لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، والمدارس الخاصة، فيما بلغ عدد المعلّمين الإجمالي أكثر من 22000 مدرّس موزّعين على تلك المدارس.