جدّد مفوض شكاوى جنود العدو السابق اللواء احتياط يتسحاق بريك انتقاده لأداء حكومة الاحتلال ومواصلة الحرب على قطاع غزة ولبنان، فقال “نرى كيف يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هليفي ووزير الحرب يوآف غالانت بذرّ الرماد في الأعين لتمويه الحقيقة عن “الشعب” إذ يصرون على أن هناك ضرورة للبقاء في محور “فيلادلفيا”، وذلك على الرغم من أن القوات في الميدان تقول، إنه ليس هناك ضرورة للبقاء فيه”.
وبحسب بريك، تحوّل هذا المحور إلى عُقدة أساسية في الصفقة لإطلاق سراح الأسرى. عدم إعادتهم في أقرب وقت ممكن سيؤدي إلى موتهم جميعًا وإلى حرب إقليمية متعدّدة الساحات.
وأضاف بريك في مقالة نشرها في صحيفة “معاريف”: “القمة في الدوحة لم تصل إلى اتفاق في الأيام الأولى من النقاشات، وحركة حماس أعلنت أنها لن تقبل اقتراحات “إسرائيل” التي من بينها أيضًا بقاء الجيش “الإسرائيلي” عند محوري “فيلادلفيا” و”نتساريم”.
من دون تحقيق اختراق واتفاق بين الطرفين في النقاشات، الأمر قد يؤدي إلى نهاية مسار الأسرى وتنفيذ تهديدات حزب الله وإيران بمهاجمة “إسرائيل”.
الهجوم قد يؤدي إلى تصعيد وإلى حرب إقليمية شاملة، قد تؤدي بدورها إلى تدمير”إسرائيل”.
يوجد هنا إصرار سياسي لرئيس الحكومة الذي يريد البقاء مهما حدث، مع أنه من الأفضل أن يدرك أن وجود قواتنا في المحوريْن سيكون من دون هدف، ولا يحل المشكلة تمامًا”.
وتابع: “في محادثاتي الكثيرة مع قادة وجنود يخدمون منذ أشهر طويلة في محور “فيلادلفيا”، أخبروني أنه لا يوجد قتال وجهًا لوجه مع حماس لأن الحركة تعمل بأسلوب حرب العصابات.
تقوم بزرع العبوات وتفخخ منازل تدخل إليها قواتنا بطريقة ليست محكمة، ومعظم الإصابات هي من دخول منازل مفخخة ومن نيران حماس المضادة للدروع، إذ يخرج مقاتلوها من داخل الفتحات ويطلقون النار ويختفون مجددًا داخل الأنفاق.
قالوا لي إن كلام رئيس الأركان والمتحدث باسم الجيش عن مقتل ما يقرب من ألف قتيل لحماس في معارك في رفح هو كذب محض”.
وأردف “المقاتلون والقادة يخبرونني إنهم يتمركزون على محور فيلادلفيا منذ وقت طويل من دون أيّ هدف، إذ إنهم لا يسيطرون بشكل كامل على الأنفاق التي تمرّ من تحتهم.
هم يقولون إن عرض المتحدث باسم الجيش لعشرات الأنفاق في رفح، والتي استهدفها الجيش، بمعظمها هي أنفاق لا تعبر الحدود نحو سيناء، إنما أنفاق تستخدمها حماس في رفح نفسها.
وهذه الأنفاق التي زعم الجيش “الإسرائيلي” أنه دمّرها هي ليست سوى طرف الجليد”.
وختم بريك “من خلال هذا الاحتيال، يفجّر نتنياهو محادثات القمة في الدوحة ويعرض حياة الأسرى و”إسرائيل” للخطر.
يجب على رئيس الأركان ووزير الأمن (الحرب) ورئيس الشاباك ورئيس الموساد عدم التعاون مع مثل هذه القرارات.
ولا يكفي أن يقولوا إنه من المهم التوصل إلى وقف القتال وإنقاذ الأسرى، بل ينبغي عليهم وضع المفاتيح على الطاولة والاستقالة إذا لم يسلموا المفاتيح قريبًا، فإنهم سيُتّهمون تمامًا مثل نتنياهو بمقتل كل الأسرى وتدمير “إسرائيل””.