تتجه الأنظار إلى الرد الإيراني على إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورد حزب الله على إغتيال فؤاد شكر القيادي في حزب الله، ويتصاعد التوتر في المنطقة والعالم وخصوصاُ في لبنان، حيث تهافت اللبنانيين مجدداً كما تجري العادة في حال حدوث أي تطور يزعزع الوضع في لبنان لتعبئة البنزين كما حدث في الضاحية الجنوبية مؤخراً نتيجة إغتيال شكر، وعاد الحديث مُجددا عما إذا كانت المواد الأولية والمُشتقات النفطية ستظل متوفرة في حال تصاعد التوتر وتوسع الحرب الإسرائيلية على لبنان،ناهيك عن حصول أي إرتفاعات لأسعارها تزامناً مع أي تطور من الممكن أن يشهده لبنان مع كل ما يحدث..
رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس يوضح بأن أسعار النفط هي أسعار عالمية،وهي ليست لها أي علاقة فيما يحدث خصوصاً في لبنان باعتبار أنها أسعار عالمية.
ويؤكد شماس في حديث لـ«اللواء» بأنه في حال إرتفعت أسعار النفط عالمياً فهي سترتفع في لبنان، ولكن ما يحصل في لبنان من تطورات ليس له علاقة على الإطلاق بالأسعار العالمية.
ويشير إلى أن بأنه في حال وقعت الحرب الشاملة فالأسعار سترتفع،ولكن لا أحد يعلم أو يتوقع بما سيحدث أو كيف ستجري الأمور من الآن حتى توسيع الحرب فالأمور مرهونة بالأوضاع القائمة وتطوراتها.
وفيما يتعلق بتوفر البنزين يشدد على أن البضاعة متوفرة بكميات تكفي إلى شهر تقريباً وبطلب عالي،طالما أن سلسلة التموين لم تنقطع والبواخر لا زالت تأتي إلى لبنان بشكل طبيعي ولم يحصل حصار أو أي عمليات عسكرية ميدانية تؤدي إلى تغيير الأمور وتبدلها رأساً على عقب.
ويختم شماس قائلاً:«إذا الأمور بقيت كما هي،فلا مشكلة لدينا على الإطلاق،ولكن في حال حصول تطورات عسكرية في الميدان فيبنى على الشيء مقتضاه لأنه لا نستطيع أن نعرف مسبقاً أو نتوقع ما سيحصل وكيف ستتطور الأمور لاحقاً.»
أما عضو نقابة أصحاب المحروقات جورج البراكس يؤكد أن الوضع طبيعي جداً في الأسواق حتى هذه اللحظة،وليس هناك ضرورة لهلع اللبنانيين حول «البنزين» لأن الأمور على ما يرام،وفي حال التطورات بقيت على ما هي عليه منذ 10 أشهر حتى الآن تقريباً ولم تذهب إلى أبعد من ذلك فالأمور ستبقى على طبيعتها.
ويكشف البراكس في حديث لـ«اللواء» أن الأمر الأساسي والذي يحكم بسير التطورات ،ووجهتها يبقى الممر البحري ففي حال بقيت الطرقات والممرّات سالكة في خط البحر تستطيع أن تعبر البواخر عبرها وتصل إلى لبنان فالوضع يبقى مقبولاً ولا من مشكلة يمكن أن تشكل عائقاً على هذا الأمر.
ويردف قائلاً:«إن المخزون لدينا يكفي لبنان لمدة شهر تقريباً،وفي حال حصلت أي تطورات وانتهت مفاعيلها بسرعة وبقي الممر البحري «سالك» أستبعد أن يكون هناك أي مشكلة تنتظرنا، ولكن في حال حصلت تطورات كبيرة أدت إلى إقفال البحر ولم تستطيع البواخر أن تدخل إلى لبنان جرّاء هذه التطورات فالأمر سيذهب إلى منحى شبيه بنا حصل في حرب تموز عام 2006 والأمور ستخرج عن السيطرة في هذه الحال لأنها تتخطى قدرتنا.»
ويلفت إلى أنه فيما يتعلق بالأوضاع وتطوراتها فليس لدى أي أحد القدرة على معرفة ما يمكن أن يحصل، ولكن حتى اللحظة الوضع يعتبر شبه طبيعي.
ويختم البراكس قائلاً:«إنه في طبيعة الأمور لطالما إقتصاد لبنان كان مرهوناً بأوضاعه السياسية وتطوراتها، ولكن الشركات المستوردة للنفط لا زالت تشتري بضائعها بشكل طبيعي،ولديها مخزون محدد ولكن في حال حدث أي إقفال للخط البحري فسينتظرها صعوبات في شراء البضاعة وتأمينها ناهيك عن مدة الإقفال في حال حدث لذلك لا نستطيع أن نعرف سلفاً ما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة».