يُفترض أن تكون بدأت أعمال التدقيق في مسابقات الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية بفروعها الأربعة في المركز الرئيسي في بئر حسن، بعدما أنجزت المراكز في المناطق عمليات التصحيح.
ويتوقع بعد الانتهاء من ذلك أن تنجز عمليات التشطيب ووضع أرقام الطلاب الحقيقية على المسابقات بدل الوهمية، لتبدأ عملية جمع العلامات وإصدار النتائج النهائية ألكترونياً خلال أيام، إما آخر الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل، وهذا يرتبط بتوفير العدد الكافي من المصححين والمدققين، للتسريع بإعلان النتائج.
في المعلومات المتوافرة أن أعمال تصحيح المسابقات انتهت فعلياً في المناطق، وباتت العملية كلها منوطة بالمركز الرئيسي في بئر حسن، لكن انجاز التصحيح النهائي وإصدار النتائج يواجه بعض الصعوبات، نظراً لقلة عدد المصححين في المركز الرئيسي الذي يجمع كل المسابقات ويتولى مهمة التشطيب والتدقيق وجمع العلامات، وهو ما يحتاج إلى عدد مصححين أكبر لم يتوفر بسهولة، على الرغم من دعوة المدارس الخاصة لأساتذتها بالمشاركة في التصحيح، وأيضاً رغم رفع البدلات المالية أربع مرات عن السابق.
في العادة تستمر أعمال التصحيح في الامتحانات الثانوية لمدة أسبوعين تبعاً للمراحل التي تمر بها هذه العملية بين مراكز المناطق والمركز الرئيسي.
وهذه السنة توقف الأساتذة عن التصحيح لمدة يوم مطالبين برفع البدلات المالية عن تصحيح المسابقات، لكن تدخل التربية سريعاً عالج الموضوع وعوّض النقص بعد زيادة البدلات، فجرى تجاوز المشكلة لتتواصل أعمال التصحيح حينها وتشارف على الانتهاء اليوم مع تسليم المسابقات إلى المركز الرئيسي.
ومن الصعوبات الأخرى التي واجهت عمليات التصحيح، الأسئلة الاختيارية وتجزئة موادها التي كانت اضطرارية بعد التعديل الذي أجرته التربية على برنامج الامتحانات الذي يختلف عن العام الماضي، وهو ما يستدعي عند عمليات الجمع برمجة السيستام لإدخال العلامات وبينها الجزئية والتي تتطلب وقتاً أطول من السابق للانتهاء من ادخال الأرقام وترتيب البيانات.
يتبين من خلال أعمال التصحيح وفق ما رشح من معلومات في المراكز أن العلامات جيدة في مختلف المناطق، ويتوقع أن يكون معدل النجاح مرتفعاً في مختلف المناطق، لكنه لن يختلف كثيراً عن العام الماضي، وهذا يعني أن الأسئلة لم تكن صعبة في مختلف المواد.
ورغم ذلك تشير المعلومات إلى أن التلامذة بحاجة إلى تعويض القاقد التعليمي خصوصاً في مواد الرياضيات والعلوم حيث تظهر فجوة سببتها الأزمات التي عصفت بالتعليم لا سيما الرسمي خلال السنوات السابقة إضافة إلى المقاطعة والإضرابات.
وتفيد مصادر تربوية أن وزارة التربية أخذت بالاعتبار هذه الصعوبات نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد، من خلال وضع أسس التصحيح، وهو أظهر بعض التساهل في العملية وعدم وجود علامات لاغية، وتجزئة العلامة على الأسئلة تماهياً مع تحصيل التلامذة خلال دراستهم.
لا يعني التساهل في التصحيح هدفه انجاح التلامذة، انما هو وفق المصادر التربوية محاولة لعدم الغاء كل ما كتبه التلميذ عبر تجزئة العلامات، وهو معيار تعتمده دول كثيرة في أنظمة الامتحانات وفق معايير محددة، على الرغم أن الأسئلة في الاجمال كانت سهلة نسبياً.
وفي انتظار الانتهاء من وضع الرقم الأساسي بدل الوهمي وجمع العلامات وهو ما يتوقع انجازه خلال أيام قليلة، يُتوقع أن تتحطى نسبة النجاح كمعدل بين الفروع الأربعة بين الـ80 و85 في المئة، خصوصاً وأنه لم يُبلغ عن حدوث عمليات غش في الامتحانات.
هذا لا يعني أن الامتحانات جرت في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد والتعليم بطريقة مثالية، إذ تخللتها ثغرات إنما في حدود طبيعية، وهو ما يؤسس للتفرّغ للتحضير للسنة الدراسة المقبلة؟