ألقى الرئيس فلاديمير بوتين اليوم،كلمة هامة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي وبحضور الرئيس الجزائري والعديد من الضيوف الأجانب الحاضرين في الجلسة.
وأشار الرئيس الروسي بوتين في كلمته،حول الوضع الدولي سياسيا واقتصاديا، وحال الاقتصاد الروسي في ظل العقوبات الغربية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وقال:”إن لدى روسيا بعض الأعداء إلى جانب الأصدقاء. وهؤلاء تعودوا على الهيمنة والاستغلال، ولا يرغبون في أن تكون لدى الدول الأخرى أنظمة بنكية ولا يرغبون بأي منافسة، ويكبحون مراكز التنمية والتطور”.
وأكد: “أن روسيا كانت وستبقى لاعبا على الساحة الدولية، كما شدد على تحديد آلية عمل الحسابات العابرة للحدود، وفتح حسابات للشركات الأجنبية.
واعتبر الرئيس الروسي بوتين أن 90 بالمائة من التعاملات في الاتحاد الأوراسي تجري بالعملة الوطنية الروبل,
وأضاف بوتين،”اقتصاد المبادرات يتطلب زيادة القدرات الصناعية وتعزيز البنى التحتية واستخدام التقنيات الحديثة”.
وصرح الرئيس الروسي “بأن التغيرات التي يشهدها كل أنحاء العالم وكافة القطاعات الأساسية، عميقة وجذرية ولا رجعة فيها”.
واستطرد الرئيس الروسي:”النظام القبيح للاستعمار الجديد في جوهره قد زال وجوده، ونظام العالم متعدد الأقطاب يتعزز”، معتبرا ذلك “عملية حتمية”.
وأكد:”الدول الرائدة التي لا تخضع للضغوطات الغربية، زاد حجم التعاملات معها، والآن أصبحت الأسواق الاقتصادية تعمل بشكل أكبر مقارنة بالتغيرات السياسية”.
وأوضح بوتين، خلال كلمته، أن استيراتيجية بلاده نجحت وزاد الناتج المحلي بنسبة 3.3%، مشيرا إلى أن التضخم اقل بكثير من دول عديدة في الغرب والاتحاد الأوروبي.
وأضاف، أن الربع الثاني في العام الماضي كان الأصعب بالنسبة لروسيا، حينها تطورت الأمور بسرعة، لكن حاليا المنظومة المالية في روسيا بشكل عام مستقرة، ولم يتم طرد أي أحد من أسواق بلاده.
وتابع: تقدمت 90 ألف مبادرة للحصول على علامات تجارية، والطلب الآن هو عدم السماح بعودة الشركات الغربية، مشيرا إلى أن السكك الحديدية سهلت الوصول إلى الشرق الأقصى، وقللت من أزمة السير، وسهلت الوصول إلى دول آسيا، لافتا على أن تم توصيل الإنترنت لـ 5 ملايين مستخدم إضافي.
وقال بوتين “علينا أن نطور ونحدث آليات التصدير لتكون أكثر مرونة وسهولة لقطاع الأعمال. ونحن اليوم نخرج إلى أسواق صديقة، نحتاج أن نتكيف معها من خلال ضمان وتأمين البضائع. ودعم المنتجين والمصدرين، وإعطائهم مزيدا من الضمانات”.
وشدد بوتين على ضرورة الترويج للبضائع الروسية عبر الإنترنت، مشيرا أنه يمكن لأي أعمال صغيرة أن تجد سوقا لها عبر الإنترنت.
وتحدث بوتين حول الرقابة الوقائية،ومتوجها للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “ربما ستجدون شيئا مفيدا لاقتصاد بلادكم من التجربة الاقتصادية في روسيا”.
وبعد تقديم التحية للرئيس الجزائري وغيره من الضيوف الأجانب الحاضرين للجلسة، أشار بوتين إلى أن كلمته ستكرس بالدرجة الأولى لقضايا تطوير روسيا وخططها في مختلف المجالات، لكنه أضاف أنه ينطلق من حقيقة أن هذه المعلومات تهم الأجانب أيضا، لأن كثيرين منهم يعملون بالفعل في روسيا أو يعتزمون العمل فيها.
وقال: “آمل أن يثير تقييمنا لكيفية تطور الأوضاع عندنا، وما سنفعله في المستقبل القريب، اهتمامكم (لأن ذلك مهم) لفهم ما إذا كان التعاون معنا أمرا يستحق العناء”.
وتابع الرئيس الروسي: “في رأيي، ما نقوم به في اقتصادنا في الوقت الحالي، يمكن تطبيقه في بلدان أخرى، وهذا من شأنه أن يوسع إمكانيات تعاوننا”.
واقترح الرئيس الروسي بوتين عفوا عن الانتهاكات القسرية للعملة، والتي ارتكبت خلال فترة التجميد.
من جانب آخر، شكر الرئيس تبون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القاء كلمة في المنتدى، حيث شكر الرئيس الروسي على دعوته في المشاركة في هذا المنتدى الاقتصادي الهام واصفا مدينة سان بطرسبرغ بالمدينة الجميلة والمعروفة بغزارة انتاجها الثقافي والفني والشاهدة على الحضارة العريقة للشعب الروسي الصديق.
وقال تبون: “ليس بإمكان أي دولة مواجهة الأزمات التي تواجه عالمنا المعاصر، بل إنها تحديات تتطلب تنسيقا لجهود ومساعي المجتمع الدولي بحثا عن الحلول الفعالة والمستدامة”.
وأشاد تبون بمساهمة روسيا في التخفيف من حدة جانب من جوانب الأزمات الراهنة من خلال توفير تصدير وتوفير الحبوب ومساهمتها في استقرار أسعار الطاقة العالمية”.
وتابع تبون: “أدعو من هذا المنبر إلى تضافر المساعي والعمل سويا وفق مقاربة تشاركية وتضامنية تأخذ بعين الاعتبار مصالح وانشغالات كل الأطراف لاسيما الدول الفقيرة التي تعاني من إضرابات وحروب”.