رغم أن قرار مغادرة وزير الدفاع المصري السابق، الفريق محمد زكي، لمنصبه كان بإرادته لمعاناته المرض في الفترة الأخيرة، إلا أن اختيار الفريق أول عبد المجيد صقر خلفاً له أثار تساؤلات عدة، ولا سيما أن صقر جرى استبعاده من منصب وزاري آخر في اللحظات الأخيرة، علماً أنه عسكري متقاعد من الخدمة وكان يشغل منصب محافظ السويس.
وإذ عُيّن زكي مساعداً للرئيس لشؤون الدفاع، فقد أصبح رئيس الأركان السابق، الفريق أسامة عسكر، مستشاراً للرئيس للشؤون العسكرية، فيما عُيّن اللواء أحمد خليفة خلفاً له. وتأتي هذه التعيينات على رغم أن الأسماء المذكورة لم تكن مطروحة لتولّي تلك المناصب، ومن بينها وزير الدفاع الذي يُفترض، وفقاً للدستور، أن يتلقّى تعيينه موافقة علنية من قِبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكن جرى العرف في السنوات السابقة أن يأتي تعيين الوزير بشكل مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن دون الرجوع إلى المجلس، علماً أن المادة المذكورة الواردة في الدستور وُضعت لضمان موافقة الجيش، في حال وصول مدني إلى السلطة، على اسم وزير الدفاع.
وبدا تعيين رئيس الأركان السابق مستشاراً شرفياً للرئيس، مفاجئاً؛ إذ إن عسكر كان مرشحاً لتولي منصب وزير الدفاع، علماً أنه تجاوز مدة العامين المحددين قانوناً، العام الماضي، في منصبه.
أيضاً، أتت إعادة صقر إلى الخدمة العسكرية مفاجئة، كونها أعقبت تسريبات عن إحالته إلى التقاعد، من مسؤوليته كمحافظ في السويس، حيث عرف بصرامته إلى درجة أنه أجبر جميع المسؤولين العاملين تحت إدارته على الخضوع بشكل مفاجئ لاختبار تعاطي المواد المخدّرة.
ويُعتبر صقر أكبر عسكري يتولى وزارة الدفاع في عهد السيسي باعتباره من مواليد 1955، في وقت يتقاعد فيه العسكريون المصريون عند سن الـ65 وفقاً للقانون، على أن يتم التمديد لهم بعد هذا التاريخ بموجب قرارات من رئيس الجمهورية.
وبحسب مصادر تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن السيسي لم يكن لديه حماس لاختيار عسكر لمنصب وزير الدفاع بالرغم من ترتيبه ومكانته اللذين يؤهلانه لشغل المنصب، إلى جانب وجود تحفظات على بعض التصرفات التي قام بها في الأشهر الأخيرة، ما أخرجه بشكل كامل من دائرة الترشيحات.
ولفتت المصادر إلى أن مشاورات جرت بين الرئيس ووزير الدفاع السابق قبل أيام جرى خلالها الاستقرار على أسماء محددة للمنصب. وأضافت المصادر أن السيسي «لم يجد حرجاً في كون صقر قد أصبح خارج القوات المسلحة بالرغم من أنها سابقة أن يأتي إلى المنصب وزير دفاع متقاعد من الخدمة العسكرية».
وعلى أي حال، لن يبدي القادة العسكريون في الجيش أي نوع من التحفظ أو الاعتراض على الوزير الجديد الذي جرت ترقيته إلى رتبة فريق أول ليكون الأعلى في الترتيب العسكري بين باقي القادة كما جرت العادة، إلا أن ثمة أموراً يعتقد عسكريون أنها ستكون غائبة عن صقر المنخرط في الحياة المدنية منذ 6 سنوات.