كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: المساعي الخارجية لحل الأزمة الرئاسية، وآخرها مسعى حاضرة الفاتيكان عبر لقاءات أمين سر دولتها الكاردينال بيترو بارولين، وما يواكبها من مساعي داخلية كان محورها بشكل أساسي الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي الذي يتابع تواصله مع كل الأطراف، فإن الامور تبقى مرهونة بتجاوب الافرقاء المعنيين، الذين يرفضون يميناً وشمالاً التلاقي والحوار وفتح كوة في جدار الأزمة.
واذا كانت حركة التقدمي قد لاقت تقديراً فرنسياً نقله سفير فرنسا إلى الرئيس وليد جنبلاط من المبعوث جان إيف لودريان، فإن التمنّع المستمر لدى البعض عن القبول بأي صيغة حوارية يبقي الأزمة في مكانها.
وإلى الهم الداخلي المتعلق بالإستحقاق الرئاسي، ثمة هم آخر وأخطر، يتمثل بالوضع في الجنوب والاحتمال المرتفع لتوسع الحرب التي تهدد بها حكومة العدو بشكل يومي، فيما حزب الله يؤكد عبر مصادره تمسكه بحرب المشاغلة وبقائه ضمن قواعد الاشتباك وأنه ضد خيار الحرب الشاملة، الا اذا فُرضت عليه، فعندها سيواجه بمقاومة أشرس بكثير.
وهذه الاجواء المقلقة أدت إلى استمرار التحذيرات من العديد من الدول لرعاياها بتوخي الحذر وعدم السفر إلى لبنان في الوقت الحاضر إلا في الحالات الضرورية.
في هذا السياق أشار النائب اديب عبد المسيح في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن معظم دول العالم لم تأخذ التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان على محمل الجد، وتحذيرات بعض الدول لرعاياها بمغادرة لبنان هي تحذيرات من باب الاحتراز، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بخطر، فنحن بحالة حرب وأي خطأ يمكن أن يؤدي إلى انزلاق الأمور نحو الاسوأ، داعياً اللبنانيين الى التنبه والوعي، مشيرا إلى أنه حتى ولو كانت غالبية اللبنانيين ضد منطق الحرب، لكن عندما يتعرض لبنان لاعتداء واسع من قبل اسرائيل فلن نقف مكتوفي الايدي وسندافع عن بلدنا بكل الوسائل المتاحة. ولا احد يتوقع منا ان نقف موقف المتفرج من اعتداء اسرائيل على لبنان او ان نقف على الحياد، ولو كنا ضد منطق التفرد بخيار إعلان الحرب.
وأشار عبد المسيح الى مجموعة عوامل قد تحول دون توسيع الحرب، أولها الضغط الاميركي خوفاً من تحويلها الى حرب اقليمية، وخصوصا تزامن ذلك مع الانتخابات الأميركية وعدم رغبة الرئيس بايدن بها كي لا تؤثر على النتائج التي تصب لمصلحته، ثم الضغط الداخلي الإسرائيلي الذي يرفض منطق الحرب، إلى أزمة الطاقة التي ظهرت مؤخراً بين مصر واسرائيل.
والأمر الآخر والأهم ان لبنان بلد مفتوح على كل الدول المحيطة ما عدا اسرائيل، وبالتالي فإن جبهة عريضة قد تنشأ في لبنان لتصل إلى إيران عبر سوريا والعراق، لذلك الحل الأنسب يبقى الحل الدبلوماسي.
وبمعزل عما ستؤول اليه الأمور فعلا، خصوصاً وأن ذلك ليس بسهلٍ التكهن به، إلا أن المنطق والعقل يقتضيان من اللبنانيين التحسب للأسوأ مع العدو الإسرائيلي الذي لا يتوانى عن القيام بأبشع الارتكابات، والحرية بالمعنيين في لبنان حيال ذلك أن يُقدِموا على التلاقي وتحصين الدولة والمؤسسات للتصدي بالحد الممكن لأي تطور دراماتيكي خطير.