الملف الرئاسي في الحديقة الخلفية الى ما بعد الحرب… وهوية الرئيس مربوطة بتسوية المنطقة
قبرص تبلغ لبنان توضيحا رسميا… ووفد منتظر قريبا في بيروت
كتبت صحيفة الديار تقول: هل تتدحرج التطورات الناشئة عن تصاعد حدة المواجهات على جبهة لبنان المترافقة مع تهديدات اسرائيلية جديدة الى الانفجار الكبير؟ هذا السؤال صار مطروحا بقوة في الاونة الاخيرة بعد توسع واشتداد المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، وبروز موجة جديدة من التهديدات الاسرائيلية قابلها رد قوي وحازم على لسان الامين العام لحزب الله في خطابه الاخير الذي اقترن بعرض مفصل للامكانيات والاستعدادات لمثل هذا الخيار الممكن، مرفقا بعملية الهدهد التي كشفت مواقع ومرافق العدو العسكرية والحيوية في حيفا وغيرها تحت مرمى وتصويب المقاومة.
وفي ظل هذا المشهد المتوتر للغاية، ارتفعت الدعوات الدولية لاحتواء الموقف وتفادي اندلاع حرب واسعة على جبهة لبنان تنذر باشتعال المنطقة.
لا جواب من هوكشتاين
وامس كشف مصدر مطلع لـ «الديار” : «ان لبنان كان يتوقع ان يتلقى من الموفد الاميركي اموس هوكشتاين ان يبلغه بنتائج جولته الثانية مع المسؤولين الاسرائيليين بعد زيارته لبيروت، لكنه لم يتلق شيئا حتى الامس».
واضاف: « ان لا شيء محسوما سلبا او ايجابا في شأن مهمة الموفد الاميركي المتعلقة بتخفيف حدة التوتر، مع العلم ان الرئيس بري كان ابلغه ان التصعيد هو من العدو الاسرائيلي الذي لجأ ويلجأ الى استهداف المدنيين والاغتيالات».
الادارة الاميركية تحذر العدو
لكنها ملتزمة بدعمه !
في هذا الوقت نقلت وكالات الانباء مزيدا من المعلومات حول ما دار ويدور بين المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين حول الوضع على جبهة الجنوب اللبناني واخرها اجواء الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي بين مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية انتوني بلينكن ومستشار الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية تساهي هنغبي الذي ناقش معهما تقديم دعم لإسرائيل في هجومها المحتمل ضد حزب الله.
وذكرت وسائل اعلام اميركية ان المسؤولين الاميركيين حذروا مجددا من فتح اسرائيل جبهة ثانية في الشمال مع حزب الله، وكرروا القول ان مثل هذا الهجوم الواسع قد يؤدي الى صراع اقليمي واسع بمشاركة ايران. كما حذروا من قيام اسرائيل بهجمات خاطفة على هذه الجبهة، ورأوا ان هناك شكوكا كبيرة في نجاحه ونتائجها.
لكن المسؤولين الاميركيين، وفق ما ذكرت محطة الـ « سي ان ان « قدموا ضمانات جديدة ان الادارة الاميركية مستعدة لدعم تل ابيب في الحرب ضد حزب الله وانها ستقدم المساعدة الامنية التي تحتاجها في هذه الحرب، لكنها لن تنشر قوات على الارض في حال اندلاع الحرب بين اسرائيل وحزب الله.
ومن المقرر ان يجري وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت مع وفد عسكري رفيع محادثات مطلع الاسبوع مع المسؤولين في الدفاع والخارجية الاميركية تتناول الوضع في غزة وعلى جبهة لبنان.
والمعلوم ان الادارة الاميركية ابدت مؤخرا امتعاضها من تصريحات رئيس حكومة العدو نتنياهو حول المساعدات العسكرية الاميركية لإسرائيل.
وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميللر صرح الخميس الماضي ان الادارة الاميركية تسعى للتوصل الى حل دبلوماسي بالنسبة للوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وانها مستمرة في جهودها.
مصدر لـ»الديار» : سيناريو الحرب
غير مكتمل لدى العدو
وقال مصدر سياسي لـ «الديار « امس ان قرع طبول الحرب الواسعة لا يستند الى سيناريو مكتمل، خصوصا ان العدو الاسرائيلي الذي رفع وتيرة تهديداته يواجه تعقيدات سياسية وعسكرية كبيرة، فهناك خلافات داخل المؤسسة العسكرية واخرى بين الجيش والحكومة، عدا عن الخلافات على المستوى السياسي.
واضاف ان هذه الحقيقة لا تعني استبعاد توسع الحرب على جبهة لبنان، خصوصا في ظل سياسة الهروب الى الامام الذي يتبعها نتنياهو الذي لم يتمكن من تحقيق اهدافه في حرب غزة رغم تدميرها والمجازر التي ارتكبها العدو.
المقاومة في غزة
اعادت تنظيمها العسكري
واشار المصدر الى ان معلومات المقاومة الفلسطينية عن الوضع الميداني تؤكد زيف تصريحات وتقديرات قادة العدو بان معركة رفح شارفت على نهايتها.
وكشف عن ان قيادة حماس ابلغت مؤخرا قيادة حزب الله وقيادات في محور الممانعة ان المقاومة في غزة استطاعت اعادة بناء وتنظيم بنيتها العسكرية بالواقع الجديد في شمال ووسط القطاع، وانها تستخدم تكتيكا عسكريا ناجحا في معركة رفح بوجه هجمات جيش العدو.
وخلص المصدر الى القول انه لايمكن حسم التكهن بشان مصير او توسيع الحرب على جبهة لبنان نتيجة الزعر والهوس والجنون عند قادة العدو. لكنه اضاف ان اسرائيل تتهيب الدخول بحرب واسعة ضد لبنان لانها تعلم حجم مخاطر مغامرتها.
الموقف البريطاني
وزيارة الوزيرة الالمانية
وفي اطار المواقف الدولية اعلنت الخارجية البريطانية في بيان امس ان وزير الخارجية ديفيد كاميرون اعرب خلال اتصاله مع الرئيس ميقاتي عن قلقه من تصاعد التوتر مع اسرائيل وزيادة احتمالات الخطأ بالحسابات، معربا عن استعداد بريطانيا للقيام بمساع من اجل تخفيف التوتر.
ومن المنتظر ان تقوم وزيرة الخارجية الالماني انا لينا بيربون بزيارة الى تل ابيب غدا قبل ان تزور بيروت الاربعاء المقبل سعيا ايضا لاحتواء التوتر بعد اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل.
من جهة اخرى دعت وزارة الخارجية الكويتية المواطنين الكويتيين في لبنان الى مغادرته باسرع وقت ممكن، وطلبت من مواطنيها بالعدول عن التوجه الى لبنان.
توضيح رسمي قبرصي
ووفد قريبا في بيروت ؟
على صعيد اخر علمت « الديار» ان اتصالات على ارفع مستوى جرت مؤخرا بين لبنان وقبرص في ضوء الموقف الذي اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
واضافت ان الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب اجريا اتصالات مع كبار المسؤولين القبارصة في هذا الاطار، مشيرة الى ان وزير الخارجية القبرصي ابلغ الوزير بوحبيب موقفا رسميا قبرصيا يعكس ما صدر علنا عن المتحدث باسم الحكومة القبرصية بان بلاده لا تقبل لن تكون جزءا من الحرب بين لبنان وإسرائيل بل ترغب بان تكون جزءا من الحل، وانها لا تقبل بان تكون ارضها مصدرا لاي عمل حربي ضد لبنان.
وكرر ان القاعدتين البريطانيتين في قبرص هما تحت سيادة المملكة المتحدة، مؤكدا على علاقة الصداقة مع لبنان.
وعكس موقف الاتحاد الاوروبي الداعي الى خفض التوتر واحتواء الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، واعتماد الحل الدبلوماسي والسياسي.
واتفق على متابعة التواصل بين لبنان وقبرص. ولم تستبعد المصادر ان يقوم وفد قبرصي بزيارة قريبة للبنان ربما الاسبوع المقبل، مشيرة الى ان الموضوع يحتاج الى مزيد من البحث على غير مستوى.
الملف الرئاسي مجمد
في الحديقة الخلفية
على صعيد الملف الرئاسي، تؤكد المعطيات الداخلية والخارجية ان هذا الملف وضع في الحديقة الخلفية، لا سيما في ضوء تفاقم الوضع على جبهة الجنوب وتزايد المخاوف من توسع الحرب مع العدو الاسرائيلي.
وقالت مصادر مطلعة لـ « للديار» ان المساعي والتحركات المحلية الاخيرة فشلت في احداث ثغرة بجدار الازمة الرئاسية، ملاحظة تجميد وضمور مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، واصطدام مسعى اللقاء الديموقراطي بعقبات وعراقيل عديدة، وارتطام مسعى جبران باسيل بفيتو « القوات اللبنانية».
مصدر باللقاء الديموقراطي للديار :
بري شجعنا وابدى ليونة
وقال مصدر نيابي في اللقاء الديموقراطي لـ «الديار « امس: « انه على الرغم من عدم تمكن اللقاء في جولته على الكتل والاطراف السياسية من احراز تقدم يبنى عليه لتحريك الملف الرئاسي الى الامام، فاننا سنستمر في السعي لايجاد ثغرة في جدار الازمة».
واضاف ان وفد اللقاء برئاسة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط قوم نتائج جولته في زيارته للرئيس بري مؤخرا، لافتا الى ان رئيس المجلس ابدى تقديرة لمسعى اللقاء واعرب عن تشجيعه له للاستمرار بهذا المسعى.
واضاف المصدر « ان الرئيس بري ابدى ليونة ومزيدا من الايجابية يمكن ان تساهم في توفير الفرصة لاحراز التقدم المطلوب من خلال الحوار، ونأمل ان يكون هناك مرونة مماثلة لدى الطرف الاخر لتقريب المسافة بين الفريقين «.
هوكشتاين لم يتناول ملف الرئاسة
وعلى صعيد التحرك الخارجي، قال مصدر سياسي مطلع لـ»الديار « ان هذا التحرك يكاد يكون معدوما في الوقت الحاضر، كاشفا عن ان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين في زيارته الاخيرة لم يتناول الملف الرئاسي، وهذا يعكس موقف واشنطن التي تضع على رأس جدول عملها حول الملف اللبناني موضوع الجنوب وسبل اطفاء النار على هذه الجبهة.
واضاف ان السفيرة الاميركية العائدة من بلادها لم تشر الى ان هناك جرعة او افكار جديدة لتحريك الملف الرئاسي، وان كانت تحدثت في احد اللقاءات عن اسلوب جديد للتعاطي مع هذا الملف.
واضاف المصدر ان تراجع عمل اللجنة الخماسية وصل الى حدود التجميد، لافتا الى ان التطورات الاخيرة ساهمت في تراجع وتلاشي دورها حاليا، بالاضافة الى تأثير الدور الاميركي الذي فرمل الادوار الاخرى.
التسوية في المنطقة تحدد هوية الرئيس
وقال المصدر للديار ان الوسطاء المحليين اطفأوا عمليا « موتورات تحركاتهم «، وان تجميد عمل اللجنة الخماسية يعزز الاعتقاد ان المسار الجدي لحل ازمة رئاسة الجمهورية لن يكون قبل انتهاء حرب غزة والجنوب «، لافتا الى «ان المنطقة ذاهبة الى ترتيبات اقليمية جديدة لن يكون لبنان بمعزل عنها.
واضاف ان التسوية في المنطقة والتي ستطاول لبنان هي التي ستحدد خيار العهد الجديد وهوية الرئيس المقبل، بمعنى ان هوية رئيس الجمهورية ستكون مرتبطة بالمرحلة المقبلة التي لم تنضج او تتوضح معالمها بعد، وكل حراك في الوقت الحاضر هو محكوم بالدوران في حلقة مفرغة».
الزيارة الفاتيكانية
وفي اطار التحرك الخارجي قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس انه على الرغم من ان زيارة امين سر دولة الفاتيكان بترو بارولين التي ستبدأ غدا هي كنسية بدعوة من فرسان مالطا الا ان المعلومات التي سبقت وصوله تشير الى انه سيتناول في لقاءاته السياسية لا سيما مع الرئيسين بري وميقاتي موضوعين بارزين : الوضع في الجنوب اللبناني، وملف رئاسة الجمهورية.
واضافت ان هذه الزيارة ستكون مناسبة لانضمام الفاتيكان الى الجهود الدولية لتعزيز السعي والضغط من اجل منع اشتعال حرب واسعة بين لبنان وإسرائيل.
واشارت الى ان المسؤول الفاتيكاني لا يحمل مبادرة او افكارا محددة لحل ازمة الرئاسة وانتخاب رئيس الجمهورية، لكنه سيجدد التأكيد على ضرورة تلاقي وتوافق اللبنانيين لانتخاب الرئيس واستكمال بناء المؤسسات الدستورية.
ولفتت الى ان موقف الفاتيكان يشكل عاملا معنويا مهما يمكن ان يساعد الحل.