اخبار اقليمية

غانتس وآيزنكوت.. “إستقالة” أم “هروب”؟

اعلن الوزيران في “حكومة الحرب” في الكيان الإسرائيلي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مساء امس الأحد، استقالتهما من الحكومة، مؤكدين أن الحكومة ورئيسها “لا يراعيان المصلحة الإسرائيلية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب”.

-استقالة غانتس وايزنكوت، لا يمكن النظر اليها كإستقالة عادية، لوزراء عاديين في حكومة نشبت بين اعضائها خلافات استعصت على الحل، فكانت الاستقالة هو الحل الامثل، بل ان الرجلين اكثر ارهابا وتطرفا واجراما من نتنياهووهاليفي، واكثر اندفاعا لتحقيق اهداف العدوان على غزة، الا انهما ولخلفيتهما العسكرية المعروفة، ادركا ان كيانهما اقرب من اي وقت مضى من الهزيمة، فقررا القفز من سفينة رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المثقوبة والمتهالكة، قبل ان تغرق، لذلك افضل وصف يمكن ان يطلق على استقالتهما هو “الهروب”.

-اللافت ان استقالة غانتس وايزنكوت، جاءت بعد يوم واحد من “عملية” تحرير 4 اسرى “اسرائيليين”، الامر الذي يؤكد ان العملية لم تكن “انتصارا” كما سوقها نتنياهو وحكومته واعلامه، بل هي فشل عسكري وسياسي باهظ الثمن، والدليل هروب غانتس وايزنكوت، وتقديم امريكا لمشروع قرار الى مجلس الامن للموافقة عليه، بعد العملية مباشرة.

-يرى خبراء ان استقالة غانتس وآيزنكوت، بسبب “فشلهما في تحقيق اهداف الحرب”، وقائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، بسبب فشله في “مهمة حماية منطقة غلاف غزة”، خلال معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ستزيد من تحشيد المعارضة ضد نتنياهو، مما يعني زيادة ضغوط المعارضة والشارع متمثلا باحتجاجات أهالي الأسرى عليه باتجاه إبرام اتفاق مع حركة حماس، وهي احتجاجات لم تتوقف حتى بعد اعلان نتنياهو “نصره المزيف” بتحرير 4 اسرى، على حساب استشهاد وجرح 1000 فلسطيني، وهلاك 3 اسرى ومقتل ضباط وجنود من قواته.

-يبدو ان استقالة غانتس وايزنكوت، لن ترفع المسؤولية عنهما في الفشل الاسرائيلي منذ اكثر من 8 اشهر في غزة، وهذا ما اشار اليه رئيس حزب العمل يئير غولان، بقوله ان “لغانتس ومعسكر الدولة مسؤولية مباشرة عن الوضع الحالي في إسرائيل”. لذلك فان الاستقالات المتتالية للقيادات العسكرية في الكيان الإسرائيلي في هذا التوقيت، تؤكد أن الكيان في ورطة استراتيجية، وان الجميع بانتظار التحقيقات، التي ستطالهم جميعا، في قضية معركة “طوفان الاقصى” وفشل العدوان على غزة، هذا لو وجد الصهاينة الوقت للقيام بها.

-هناك كلام قاله غانتس في خطاب استقالته لخص كل شيء، عندما قال: “إن الواقع ليس بسيطا، ولا أضمن لكم نجاحا سهلا، ودولة إسرائيل تحتاج إلى انتصار حقيقي، والخروج من الحكومة قرار معقد ومؤلم، والانتصار الحقيقي والواقعي، أن نكون مع الولايات المتحدة والعالم في الوصول إلى صفقة، وان نتنياهو يمنع الانتصار الحقيقي”. هذا الكلام يكشف حقيقة واحدة، وهي ان لا خيار امام الكيان الاسرائيلي لتحرير اسراه، سوى عقد صفقة مع المقاومة، وان كل ما يقوله نتنياهو عن “النصر” هي عنتريات فارغة، وعلى عقلاء الكيان، هذا لو كان بينهم عقلاء، ان ينفذوا ما تقول امريكا، لانقاذ كيانهم، لا ما يقوله نتنياهو لانقاذ نفسه.

قناة العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى