سلايدرمقالات

اسماعيل ناصر عامود كفرشوبا الذي غطاه التراب ولم يغط جرأته

اسماعيل ناصر، اسم فلاح منسي في أرض محتلة منذ زمن، وقّع على أرض لبنان بصمة لن تنساها الأجيال مهما تعاقبت.
وقف بوجه جرافة مدججة بجنود وأسلحة في تلال كفرشوبا المحتلة، بقيت تتقدم حتى غمره تراب أثارته من تحت قدميه، غطاه، ولم يغط بسالته وشجاعته وجرأته.
حتى بات اسما علما يتصدر الصفحات، وهو ينفض عنه غبار الأرض التي ترعرع بين أرجائها..
بعبارة قف هنا، لا تتقدم فهذه أرضي..إرجع الى الوراء لا أهتم وإن سفك دمي.
مشهد مألوف لأبناء لبنان الذين ما استكانوا ولا هدأوا حتى طردوا المحتل بفيض من الدماء وبمعادلة جيش وشعب ومقاومة لم تنكسر ولن تكسر مهما ترصدتها المؤمرات.
وما أشبه المشهد هاهنا، بمشاهد ترسخت في التاريخ، لأبناء فلسطين وأطفالها، وقد أغارت على منازلهم جرافات العدو هدما وتحطيما، فما تركوها، وفوق الحطام وقفوا ليقولوا للمحتل هذه ارضنا وانت من سيرحل.
حطمت الجدران، ومع كل لبنة كانت تسوى أرضا، كانت هناك لبنة توضع فوق أخرى لتبني حائط صمود، ظن العدو الاسرائيلي أنه بإجرامه وعنفه وكيده يستطيع أن يهدمه، ومعركة سيف القدس خير مثال.
انهيار يتلوه انهيار في صفوف العدو داخليا وخارجيا بات يستشعر معه الخوف والرعب اينما حل ..
ملاحق في لبنان وغزة والضفة والقدس وسوريا ومؤخرا في مصر وفي كل أرض ارتوت بالدماء، كل يوم يعد نفسه بضربات موجعة، بذئاب منفردة او بصواريخ تنهال على رأسه، بات يعد معها سنوات وجوده الثمانين.
لم يتبق الكثير، فمتنبئوه قاطبة يهيئون لتلك اللحظة، التي سيرمي فيها عتاده ويفر هاربا من حيث أتى، ويختم دهرا عمد بالدم، ورفعت فيه صور الشهداء على البيارق.

ريم عبيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى