كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: قبل أسبوع على موعد الجلسة المقرّرة لانتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من الجاري، تحتدم المنافسة بين مؤيدي المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور لا سيما بعد تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه برّي التصويت لفرنجية لا بورقة بيضاء، ما جعل المنازلة تحتدم أكثر، في ظل تصعيد سياسي يمارسه الفريق المؤيد لفرنجية، لاحت في بعض إرهاصاته الإعلامية علامات تهديد والتلويح بعواقب وخيمة، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول النوايا الفعلية لهذا التوجه.
وفيما حسم تكتل الاعتدال الوطني قراره بعدم الدخول في الاصطفافات، تتجه الأنظار الى كليمنصو حيث ستعقد كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعها وعلى مائدة البحث طبق الرئاسة. وفي حين كثرت التحليلات والتكهنات والتمنيات ومحاولات الإملاء المبطّنة حول الموقف المرتقب صدوره، إلا أن مصادر اللقاء الديمقراطي أكدت أن الكتلة سوف تقارب الموضوع على جري عادتها بعقلانية تامة وبحرص على المصلحة الوطنية وعلى ضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي ضمن الأسس والمعايير التي حددتها، دون الأخذ بأي من كل الضجيج الصاخب القائم.
وفي سياق المواقف، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أنه “من الطبيعي في ظل وجود مرشحين جديين حصول تصويت، وأن ينال كل مرشح نصيبه من المؤيدين، لكن هناك العديد من الكتل التي لم تعلن عن موقفها بعد وهي ما زالت ضبابية”، مؤكداً إتمام عملية التصويت و”عدم استخدام الورقة البيضاء كما كان يحصل في المرات السابقة”، وبالتالي فإن ما يجري العمل عليه “مرتبط بحتمية انعقاد الجلسة وتأمين النصاب وعدد الأصوات، لأننا تعودنا في لبنان أنَّ بعض الكتل النيابية لن تعلن عن موقفها إلاّ في ربع الساعة الأخيرة”.
وعمّا ستكون عليه الصورة بعد الجلسة الاولى وإذا كان يتوقع الدعوة لعقد جلسات متتالية، رأى موسى أن “هذا الأمر يحدده رئيس المجلس”، لافتاً الى عامل آخر يتعلّق بمبادرة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي “وما اذا كانت ستفتح آفاقاً معينة وبالأخص بعد التوضيح الذي صدر عن بكركي من الكلام المنسوب للراعي المتعلّق برئيس المجلس. ومن المتوقع أن تكثف بكركي حراكها قبل وبعد الجلسة، مع الاشارة الى أن موفد الراعي لم يزر عين التينة بعد، وعلى الأرجح ان يحصل اللقاء بعد توضيح كلام البطريرك”.
بدوره، تخوّف النائب السابق أنيس نصّار في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية من عودة الفريق الآخر الى أسلوبه القديم بتطيير النصاب، خاصةً إذا حصل أزعور على 65 صوتاً في الجلسة الأولى، فيصبح تطيير النصاب حتمياً لدى هذا الفريق، لافتاً الى “تمسك الرئيس برّي وحرصه على الميثاقية وهو ما كان يلمسه منه عندما كان نائبا في الدورة الماضية”.
نصّار أشار إلى أنّه لا يتوقع الكثير من هذه الجلسة وليس لديه علم مسبق بما قد يحصل أثناء انعقادها، متخوفاً أن لا تكون الجلسة رقم 12 مختلفة عن سابقاتها، إذ “إننا ما زلنا ندور في الحلقة المفرغة”، متوقعاً خروج 7 أو 8 نواب من تكتل لبنان القوي أمثال ابراهيم كنعان والياس بوصعب وجيمي جبور وغيرهم “لأنهم لن يقترعوا لأزعور”.
إذاّ، فإنَّ سيناريوهات الجلسة القادمة لانتخاب الرئيس متعدّدة، والتحليلات ستكون سيّدة الموقف خلال الأيام المقبلة، على أن لا يتكرّر المسلسل السابق للجلسات الذي اعتادَ عليه اللّبنانيون، خصوصاً مع إحتمال حصول مفاجآت تبدّل المشهد الانتخابي. وحتّى الموعد المنتظر يبقى الغد لناظره قريب.