كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تصعيد كبير شهده العدوان الإسرائيلي على لبنان أمس مع تنفيذ قوات العدو هجمات على ثلاث سيارات في الشهابية وعين بعال في الجنوب، واغتيال ثلاثة عناصر لـ”حزب الله”، زعم الجيش الإسرائيلي أن اثنين منهم قادة ميدانيين ومسؤولين عن قصف الصواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية.
التصعيد جاء بعد تنفيذ “حزب الله” عملية على كريات شمونة، استهدفت خلالها موقعاً عسكرياً بمسيّرتين انقضاضيتين ما أدّى إلى إصابة جنود إسرائيليين، وهو هجوم نوعي يشي بأن “حزب الله” رفع من سقف المواجهة وبدأ يلجأ إلى تكتيكات هجومية جديدة بعد التسلل وزرع عبوة فجّرها بدورية للواء “جولاني”.
واللافت أن هذا التصعيد الملحوظ من قبل الطرفين جاء بعد التصعيد الإيراني – الإسرائيلي في المنطقة، ما يعني أن الجبهات كلها مرتبطة ببعضها وتتأثر بمستجداتها، وقد يكون الإقليم قد دخل في مرحلة أكثر دموية من مراحل الحرب، وهذا التصعيد قد يصل إلى مستويات متقدمة أكثر مع تقدّم الأيام.
في هذا السياق، فإن الأنظار تتجه نحو إسرائيل والرد على الهجمات الإيرانية الأخيرة، وتتواتر معلومات من الداخل الإسرائيلي مفادها أن قرار الرد قد اتُخذ، لكن الشكل غير محسوم، خصوصاً وأنّ الموضوع لا يلقى دعماً أميركياً، علماً أن الولايات المتحدة قد تعهّدت بحفظ أمن إسرائيل بكل الأحوال.
داخلياً، فإن نشاط اللجنة الخماسية عاد ليتصدر المشهد الرئاسي، مع العلم أن لا آمال معلّقة على الحركة الجديدة لأن ثمّة قناعة بأن استحقاق رئاسة الجمهورية لن يُنجز قبل إنجاز التسويات في المنطقة بشكل عام وتقسيم النفوذ من جديد، لكن يبقى الاهتمام مصبوباً حول قدرة هذه اللجنة على الخرق.
عضو كتلة “التوافق الوطني” النائب محمد يحيى تحدّث عن اللقاء الذي جمع الكتلة بسفراء اللجنة الخماسية، وقال إنّه يُشبه اللقاءات السابقة ولا جديد، “فالسفراء يطرحون الأسئلة وهدفهم تحقيق توافق بين الكتل بنسبة 70 بالمئة، ولا يطرحون الأسماء بل المواصفات فقط”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشار يحيى إلى أن “الطريقة نفسها قد لا تؤدّي إلى نتيجة فعلية، والمطلوب تغيير طريقة المقاربة، وثمّة مقترح لجمع الكتل بما يُشبه الجلسة التشاورية”، آملاً بتحقيق خرق ما في هذا الملف.
إذاً، فإن المنطقة تغلي مع التصعيد الإيراني – الإسرائيلي، وكل الاستحقاقات في لبنان والإقليم مجمّدة حتى انتهاء الحرب التي يُرجّح أن تطول مع حديث إسرائيل عن نيتها اجتياح رفح وما سيخلّف ذلك من مآسٍ إنسانية، وبالتالي وحتى يحين موعد التسويات، الأمور مفتوحة على مصراعيها.