فالخوف الدائم هو من استهداف مطار بيروت وعزل البلد نهائياً عن العالم. إلا أن الحلول موجودة وفي مقدمها إعادة تشغيل مطار القليعات، الذي لا يحتاج إلا إلى قرار سياسي وأشهر قليلة ستكون كفيلة بإعادته إلى العمل.
لا يختلف الواقع بعد طوفان الأقصى عن التجارب السابقة، في حرب تموز وعناقيد الغضب واجتياح الـ1982، فمشهد الطائرات المدمّرة يوم 28 كانون الأول 1968 من الصعب أن يفارق ذاكرة اللبنانيين.
ولا شيء يردع إسرائيل عن تكرار عدوانها على بيروت، وتهديدات مسؤوليها لا تخفي نواياهم.
فهل تكون الحرب هذه المرة فرصة حقيقية لوقف الحسابات الطائفية والمناطقية والاستفادة من جديد من مطار القليعات؟
كان الملف على قاب قوسين أو ادنى من طرحه على طاولة مجلس الوزراء عشية اندلاع حرب غزة، إلا أن الموضوع عاد إلى الأدراج على وقع تمدّد الاشتباكات إلى جنوب لبنان واحتمال توسّعها أكثر.
إلا أن عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم أعلن، عبر موقع mtv، أن “الكتلة التي سبق وأثارت الملف، ستعيد بحثه من جديد مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعدما كان وعدنا في السابق بإدراجه على جدول اعمال مجلس الوزراء”.
صحيح أن لمطالبات إعادة تشغيل مطار القليعات بعداً سياسيّاً من قبل معارضي حزب الله، إلا ان لهذه الخطوة أبعادها الوطنية والاقتصادية أيضاً. ويشير رستم إلى ان “مطار القليعات سيخفّف الضغط عن مطار بيروت، كما أنه سينعش منطقة الشمال ويؤمن فرص عمل للشباب ويخلق حركة إقتصادية”.
“القضية حاضرة دائماً في سلم أولويات تكتل الاعتدال”، يقول رستم، موضحاً “أننا كنا تواصلنا مع كل الكتل النيابية تقريباً، والجميع كان متجاوباً”.
ولدى سؤاله عن موقف حزب الله ومدى الإيجابية لديه، يقول: “كان لديه بعض الهواجس، واعتبر حينها أن هناك أولويات كانتخاب رئيس للجمهورية”.
وبينما لم يستبعد اللجوء الى خيار التحركات الشعبية، أكد “أننا سنتابع بداية بالحوار بعدما لمسنا إيجابية لدى الكتل كلّها”.
يمتاز المطار الذي يبعد 7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية مع سوريا بموقعٍ استراتيجي يعود بالفائدة على سوريا أيضاً وليس فقط على لبنان، ويمكن أن يلعب دوراً أساسياً في إعادة إعمار سوريا. ويشير رستم إلى أن “تشغيله بحاجة الى تنسيق مع الجهة السورية، لأن معظم الطائرات التي ستهبط فيه ستمرّ في الأجواء السورية”، مستطرداً “معظم المدن السورية الساحلية كطرطوس وغيرها ستستفيد بدورها من تشغيل المطار، إضافة الى الشمال وبعلبك والقاع”.
لم يُكتب لهذا المرفق الحيوي أن يواكب إعادة إعمار لبنان مطلع التسعينات، كما الشهيد رينيه معوّض الذي انتُخب فيه رئيساً للجمهورية، وكأن قدره أن يشهد على الدولة المعطّلة وحلم وطن لم يبصر النور.