استمرارًا في نهجه العدائي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته الصارخة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، باستهدافه لمراكز وآليات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف في جنوب لبنان، وبعد قصفه لمركزَي حانين وبليدا التابعين للدفاع المدني – الهيئة، طالت الأيدي الإجرامية مركز العديسة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة متطوعين وإصابة آخر بجروح متوسطة.
موقع العهد الإخباري أجرى مقابلة مع المدير العام للدفاع المدني – الهيئة عدنان مقدم الذي وجّه التحية إلى رجال الدفاع المدني من المتطوعين والعاملين في مختلف الفرق الإسعافية والإنقاذية، وأكَّد أنَّ الدفاع المدني سيواصل عمله في الساحة رغم المخاطر، ورغم تعمّد العدو استهداف المراكز الصحية والإغاثية في القرى الجنوبية.
وقال مقدم: “هؤلاء الشباب يقدمون تضحيات غالية في سبيل حماية أهلنا وشعبنا، ودعم الصامدين في القُرى الأمامية”، مشيرًا إلى أنَّ “هذه الفرق المتطوعة تعمل بنشاط كبير دون كلل أو ملل، وعملهم الأساسي هو تقديم يد العون والمساعدة في مختلف الميادين، والخدمات دون مقابل”.
وأضاف مقدم: “الهدف هو ابتغاء مرضاة الله، فالمتطوع يضحي بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين”، مؤكدًا جهوزية فرق الدفاع المدني – الهيئة للعمل بشكل متواصل في كل القرى الجنوبية “طالما هناك قتل وإبادة وقصف إسرائيلي على المنازل”.
وشدَّد على استعداد فرق الدفاع المدني – الهيئة للقيام بواجباتها الإنسانية، وقال: “نحن حاضرون في كل الساحات على مسافة الوطن، وكما قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، حيث يجب أن نكون سنكون”.
ومنعًا لمغالطات العدو في محاولة لتبرير اعتداءاته على مراكز الدفاع المدني – الهيئة، قال مقدم: “هذا الاستهداف في العديسة هو الثالث بعد حانين وبليدا، وكل مراكزنا مُعلنة ويعرفها الصليب الأحمر والأهالي، وهي مراكز ثابتة ومعلنة وعليها شعارات الهيئة الصحية وأمامها سيارات الإسعاف”.
ولفت إلى أنَّ “كل سيارات الإسعاف مكتوب على سقفها “ambulance” ليراها العدو بشكل واضح من الجو ولا يتذرّع بأنه استهدفها عن طريق الخطأ، كما زعم بعد استهدافه لمركز حانين”، مؤكدًا إعادة افتتاح المركز بعد يوم من استهدافه.
وشدَّد مقدم على أنَّ الاعتداءات الإسرائيلية على مراكز الدفاع المدني – الهيئة متعمدة بشكل قاطع وهي “خرق لكل القوانين الدولية والأعراف الصحية والإنسانية التي يجب احترامها حتى خلال الحرب”.
ولفت مقدم إلى أنَّ الدفاع المدني – الهيئة أعاد افتتاح مركز بليدا في اليوم التالي لاستهدافه، وذلك بحضور الآلاف من المشيعين، في “إصرار على البقاء في الساحة مهما بلغت المخاطر والتضحيات”.