أخبار عربية

ما دلالات حديث أبو عبيدة بشأن الثمن الذي ستأخذه المقاومة في مقابل أسرى الاحتلال؟

تحدث الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، بشأن رسالة الناطق باسم “كتائب القسّام”، أبي عبيدة، التي أكد فيها أنّ الثمن الذي ستأخذه المقاومة في مقابل 5 أو 10 أسرى إسرائيليين أحياء هو الثمن نفسه الذي كانت ستأخذه في مقابل جميع الأسرى، لو لم تقتلهم عمليات قصف الاحتلال.

 وفي حديثٍ إلى المصدر، أكد الدالي أنّ الرسالة “تصحيحية لكثير من المسارات التي حكمت على طريقة التعاطي السياسي مع الحرب، وربط كل شيء بملف الأسرى”.

وأشار إلى أنّ الرسالة تقول إنّه “يجب التركيز على إنهاء الحرب وفق مكتسباتٍ سياسية”، وأنّ موضوع الأسرى، بعضهم أو جميعهم، هو “جزءٌ من المسار السياسي”.

ورأى الدالي أنّ نشر كتائب القسّام فيديو إعلان مقتل الأسرى الإسرائيليين جاء من أجل “زيادة الضغط والحشد وصبّ مزيد من الزيت على النار بشأن موضوع الأسرى”.

وأشار إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وحكومته و”الجيش” في كيان الاحتلال، “يكذبون بصورة واضحة، ويستهدفون الأسرى على نحو مباشر”، لافتاً إلى أنّ ثمة أسرى، ممّن قُصفوا سابقاً من جانب الاحتلال، “كان الجيش يعرف مكانهم، وقام باستهدافهم واستهداف من يقوم بحمايتهم”.

وقال الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية إنّ هذا دليلٌ على أنّ حكومة الاحتلال “ليست معنيّةً بموضوع الأسرى، وليس الملف من أولوياتها”، موضحاً أنّ “المقاومة تمارس حرباً نفسية على الاحتلال من خلال نشر الفيديو”.

لا صدقية لقيادة الاحتلال

وأكد الدالي أنّ الفيديوهات، التي تنشرها المقاومة الفلسطينية، تلقى اهتماماً كبيراً جداً من جانب أهالي الأسرى الإسرائيليين، وتملك صدقية عالية لديهم.

وأشار إلى أنّ “هذه الصدقية تتجاوز صدقية القيادة الإسرائيلية والقيادتين السياسية والعسكرية”، مشيراً إلى أنّ “المجتمع الصهيوني ينظر إلى قيادته على أنها تكذب عليه، ويوماً بعد يوم يزداد هذا الشك بصورة كبيرة جداً”.

وأوضح أنّ “الأسرى، الذين أعلنتهم المقاومة اليوم، لهم أهمية خاصة في المجتمع الصهيوني ولدى الجيش، لأنهم عُرفوا بأنهم الآباء، منذ بداية التأسيس في الجيش الاسرائيلي”.

ولفت الدالي إلى أنّ “الصور التي نشرتها القسام للأسرى الإسرائيليين، وخصوصاً بشأن مقتلهم، ستؤثر في معنويات الجيش والشعب الإسرائيليين”، مؤكداً أنّ “القيادة الإسرائيلية الحالية لا تهتم بكبار السن، وهم الوصية الخامسة من وصايا اليهودية الصهيونية”.

يأتي ذلك بعد أن كشف أبو عبيدة، في وقتٍ سابق اليوم، عن مصير عددٍ من الأسرى الإسرائيليين.

وقال، في بيانٍ مقتضب، إنه تأكد لكتائب القسّام استشهاد عدد من مجاهديها، ومقتل سبعة من أسرى العدوّ في القطاع، نتيجة القصف الصهيونيّ.

وأكد أبو عبيدة أنّ من الأسرى الإسرائيليين، الذين قتلهم القصف: حايم جيرشون بيري، ويورام إتاك ميتزجر، وأميرام إسرائيل كوبر، مشيراً إلى أنّ المقاومة ستعلن لاحقاً أسماء القتلى الأربعة الآخرين بعد التأكد من هوياتهم.

وفور نشر كلام أبي عبيدة، نشرت كتائب القسّام مقطعاً مصوراً للأسرى، تضمّن ثلاث عبارات كُتبت بالعربية والإنكليزية والعبرية. وجاء في العبارات: “على رغم حرصنا على المحافظة على حياتهم، فإن نتنياهو ما زال يصر على قتلهم. سبعتهم قُتلوا بسلاح جيشكم”.

يُشار إلى أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، ومحاولات الاحتلال التوغّل فيه، أدّت إلى مقتل عشرات الأسرى الإسرائيليين بنيران جنود الاحتلال.

وأكدت المقاومة الفلسطينية، أكثر من مرّة، أنها لن تفاوض على الأسرى الإسرائيليين إلا بعد وقف الحرب على غزّة، رافضةً أي اتفاقات موقتة. ولفتت إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي هو من يعرقل التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل. 

المصدر: الميادين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى