أصبح واضحًا أن مناورة حزب الله اليوم ضدّ “إسرائيل” مرتبطة بشكل كامل بعدوان الأخيرة على غزّة، وفور توقف هذا العدوان، يوقف حزب الله تدخله المباشر عسكريًا وميدانيًا على الجبهة الجنوبية، وتعود معادلات الاشتباك التي كانت سارية على حدود فلسطين مع لبنان كما كانت قبل طوفان الأقصى. وفي حال تجاوزتها “إسرائيل”، سيكون لحزب الله موقف واضح ردًا على ذلك، كان دائمًا يعتمده في تلك الحالات.
هذه الاستراتيجية التي يعتمدها حزب الله حاليًا- ربط تدخله جنوبًا بالحرب على غزّة- ثابتة ومؤكدة في كلّ قرارات وتصريحات الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
من جهة أخرى، فإنّ التعليق المنتظر لأعمال حزب الله العسكرية فور انتهاء الحرب على غزّة، والعودة إلى معادلات الاشتباك السارية، لن يمنعه من أن يتجاوب مع أي مبادرة سياسية وإقليمية أو غربية، لإطلاق تفاوض غير مباشر بين الدولة اللبنانية وبين كيان الاحتلال، لمعالجة عدة ملفات حدودية بين الطرفين، يطالب لبنان فيها دائمًا، ومنها انسحاب “إسرائيل” من أراضي لبنان المحتلة في مزارع شبعا وفي تلال كفرشوبا، وتسوية الوضع القانوني والجغرافي لـ١٣ نقطة حدودية ما يزال لبنان يتحفّظ عليها من ضمن خط انسحاب “إسرائيل” من لبنان استنادًا للقرار ٤٢٥، والذي رُسم في العام ٢٠٠٠ بإشراف مجلس الأمن وقوات الأمم المتحدة.