كشف تقرير جديد نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن أزمة ثقة تضرب الجيش الإسرائيلي في ظل الحرب المستمرة مع “حزب الله” في لبنان.
وسرد التقرير حقائق ميدانية كثيرة توصف حالة المستوطنات الإسرائيلية وسكانها الهاربين من صواريخ الحزب، وسط عدم وجود أي فكرة لديهم عن موعد العودة إلى منازلهم.
وقال رئيس المجلس الإقليمي الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى المحاذية للبنان غيورا سالز إنّ “العديد من المدارس في المحلة المذكورة غير محمية”، وقال: “لقد حوّلنا مئات الملاجئ إلى رياض أطفال ومدارس. يريد الناس العودة إلى حياتهم وتمكين أطفالهم من استئناف روتينهم. الدولة ليست معنا في هذه الحرب. حتى هذه اللحظة لم تشارك الحكومة في الوضع. لا يوجد مسؤول يتحدث إلينا لديه سلطة اتخاذ قرارات بشأن الأموال. كمجلس، ليس لدينا ببساطة أي مسؤول قادر أو لديه السلطة للتعامل معنا”.
وفي حديثٍ عبر صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قال سالز: “إذا طلبوا الآن من السكان العودة، أفترض أن معظمهم سيفعلون ذلك في غضون 3 أشهر. لكن الجيش بأكمله موجود في المجتمعات. فكيف سيحدث ذلك بالضبط؟ في كريات شمونة، المدينة المركزية في المنطقة، لا توجد بنوك نشطة، ولا عيادات صحية، ولا تجارة. لا توجد إمكانية لإعادة الناس إلى هذا الموقف وإدارة الحياة الروتينية. انتقلت الشركات والشركات إلى المركز بموافقة الدولة وتمويلها. لا نعرف أي منهم سيعود عندما ينتهي القتال، وعادة ما يوظفون الآلاف من السكان”.
بدوره، قال أرتور جافريلوف، منسق الأمن في مسكاف عام: “كانت القوات الأولى التي جاءت إلى هنا تضم مجموعة من الجنود المجندين، ولم يكونوا حساسين تماماً لفكرة أن الناس يعيشون هنا وغادروا منازلهم في لحظة واحدة، تاركين كل شيء وراءهم دون إغلاق الأبواب. إننا نشعر براحة أكبر مع جنود الاحتياط الذين حلوا محل المجندين”.
من جهته، يقول بيني فان دن-هوفن، عضو فريق مراقبة الكيبوتس: “حتى الحرب كنا نعيش هنا في الجنة.. كنا في ذروة ازدهار الشمال والآن كل شيء ينهار. أنا عضو في الكيبوتس ولكن زوجتي من ريشون لتسيون في الأصل وقد أوضحت بالفعل أنها لن تعود شمالاً مع الأطفال. عندما غادر الجيش الإسرائيلي لبنان في عام 2000 قالوا لنا إن الجيش منتشر بقوة على الحدود وأن كل انتهاك سيقابل برد فعل عسكري قوي. على مر السنين، قاموا بتخفيض القوات ونُزع سلاح فرق المراقبة. لو كان هجوم 7 تشرين الأول قد وقع هنا على حين غرة، لما تمكنا من التعامل معه. بعد حرب لبنان الثانية كان هناك 17 عاماً من الهدوء والازدهار في الشمال. سأشتري أي حل من شأنه أن يجلب 17 عاماً أخرى من الهدوء. إذا لم ينته هذا الحدث بوضوح بفصل الجيش الإسرائيلي بين المجتمعات المحلية والخطر، فسيخشى الناس العودة”.
أما شمعون بن جيدا، المنسق الأمني في مستعمرة المنارة، فيقول إنّ أكثر من نصف المنازل في الكيبوتس قد تضررت في الحرب، وأردف: “لا تزال لدينا قذائف في المنازل ولا يأتي الجيش الإسرائيلي لمعالجتها بسبب القتال. تم تصنيف الجزء الجنوبي بأكمله من الكيبوتس كمنطقة عسكرية مغلقة لأنه معرض لإطلاق النار. لا يمكننا إحضار محترفين مثل الكهربائيين أو المصلحين هنا. عندما اندلع حريق، أخمدناه بأنفسنا، لأن الجيش الإسرائيلي ادعى أن ذلك ليس من مسؤوليته وأن رجال الإطفاء كانوا خائفين من التعرض للقصف”.
ويتابع: “لا نعرف أي شيء عن المكان الذي نذهب إليه من هنا. الجيش لا يعطينا إجابات. الناس يتحدثون عن حل لمشكلة حزب الله ولكن يجب قول الحقيقة. هناك أزمة ثقة عميقة مع الجيش، بسبب ما حدث في البلدات الحدودية مع غزة. حزب الله ليس حماس. هنا يمكن أن ينتهي الأمر بكارثة أكبر”.