انتهت فصول قضية الشابة زهراء محمد الشيخ علي بسلامة وأمان بعدما عادت ليل أمس الأحد إلى منزل أهلها في بلدة البابلية جنوب لبنان وذلك بعد أسابيع طويلة من الاختطاف والخوف والرعب.
ملف زهراء حظي بمتابعة محلية حثيثة من القوى الأمنية والأقارب والأصدقاء والصحافة، الجميع اهتمّ بمعرفة كيف اختُطفت ولماذا ومن ارتكب ذلك؟
أمس، استقبلت عائلة زهراء ابنتها بالأرز والورد وظهرت الشابة وهي مبتسمة وبصحة جيّدة وقوية مع أنّ ملامح التعب بدت واضحة على وجهها، لكنها أبت إلّا وأن تظهر قوية.
جميعنا عرفنا أنّ زهراء وقعت ضحية ما يُعرف بـ “عصابة الفيزا” التي اختطفتها من العاصمة بيروت في ١٥ من الشهر المنصرم لكنّ تفاصيل التحرير لم يعرفها الجميع بعد.
فهل دفعت عائلتها الفدية؟ من حررها؟ ومن أين؟
تبيّن مع وصول القضية إلى آخر فصولها أنّ الشكوك بنقل زهراء إلى خارج الأراضي اللّبنانية كانت صحيحة، حيث يؤكد رب عملها محمد حدرج والمتابع الأول لقضيتها أنّ زهراء كانت في سوريا وقد تمّ تحريرها من هناك من منطقة حدودية، مشيرًا إلى أنّ حزب الله تولى عملية التحرير التي انتهت بنجاح ومن دون تعرض أي أحد للأذى.
ويقول حدرج في اتصال مع “السياسة” إنه لا يعرف اسم المنطقة وكذلك زهراء، غير أنّ نقلها إلى سوريا تمّ في اليوم الأول لاختطافها وبقيت في نفس المنزل طيلة فترة احتجازها حيث كانت تمكث في غرفة مظلمة لا ترى فيها الضوء إلّا لحظة إدخال الطعام إليها.
كما مُنعت من استخدام المرحاض لأكثر من مرّة في اليوم حيث كان يُسمح لها بدخول الحمام مرة واحدة يوميًا وفي فترة محددة من النهار وهي مساءً.
باختصار، عاشت زهراء بظروف لا إنسانية وقاسية لأيام كانت فيها العصابة تحاول ابتزاز أهلها لتأمين فدية تتغير قيمتها يوميًا حتى أنّ الخاطفين قرروا التخلي عن مبلغ الـ ١٠٠ ألف دولار والتفاوض على ٤ آلاف دولار قبل فترة قصيرة من تحريرها بالقوة.
الأهم في القضية يكمن في أنّ زهراء تمكنت أخيرًا من تنفس الحرية وعادت إلى منزلها حيث الأمان كما أنّ عائلتها لم تضطر لدفع الفدية التي كانت العصابة تطالب بها.
ومن المفيد الإشارة أيضًا إلى أنّ الخاطفين لم يتجرأوا على ارتكاب جريمة إضافية على جرائمهم، فلم ينفذوا تهديدهم لا بالاغتصاب ولا بالتحرش وفقًا لما يؤكده حدرج غير أنّ ذلك لا يعني أنّ وضع زهراء النفسي جيّد.
إذ يشير إلى أنّ ما مرّت به أثر فيها للغاية ولو أنها تحاول أن تظهر قوية ومتماسكة من أجل عائلتها كما يشدد على أنّ هدف الخاطفين كان المال لكنهم لم يتمكنوا من تحصيل أي شيء وعملية التحرير تمت بفعل مداهمة أجراها حزب الله هناك.
اليوم، تعود زهراء محاولة استعادة حياتها الطبيعية بعد تجربة مؤلمة ومرعبة عاشتها على أن تبدأ استكمال الإجراءات القانونية لدى الأجهزة الأمنية اللّبنانية التي قُدم بلاغ اختفائها عندها قبل أن تقرر ما إذا كانت تريد الحديث عن ما حصل معها عبر الإعلام.
وتعود المصادر الأمنية لتشدد على ضرورة اللّجوء إلى مكاتب السفر الشرعية وعدم الوقوع ضحية عصابات توهم المواطنين بأنها قادرة على تأمين ما يلزمهم من أوراق حتى يضمنوا الحصول على فيزا