أقرّت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية بتضرّر الردع الإسرائيلي في كلّ الساحات وليس فقط في قطاع غزّة، وركزت على إخفاقات أساسية في الجبهة مع لبنان تراكمت منذ الحرب عام 2006، وقد ظهرت أكثر وضوحاً في التصعيد الحالي منذ بدء حزب الله عملياته في 8 أكتوبر 2023.
وبشأن المعركة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قال محلل الصحيفة للشؤون العسكرية، يوآف ليمور، إنّ إدعاءات المصادر الإسرائيلية بأن المقاومة “لم تقدّر الرد الإسرائيلي صحيحاً” على عمليتها في 7 أكتوبر 2023، هي “أمنيات”، مؤكداً أن لا شي من سلوك المقاومة وقادتها يُلمح إلى وجود أثر لتلك الإدعاءات.
وفي الضفة الغربية، تحاول “إسرائيل” منع انتفاضة واسعة، وفق ليمور، مشيراً إلى أن “الجيش” الإسرائيلي يكثّف نشاطه العسكري اليومي مستخدماً عشرات كتائب الاحتياط. في المقابل تتصدى المقاومة الفلسطينية يومياً للقوات المقتحِمة في المدن والمخيمات وتخوض اشتباكات.
“الحزام الأمني” انتقل إلى “إسرائيل”
شدّد المحلل العسكري على تآكل الردع مع لبنان، معلقاً على الوضع في مستوطنات شماليّ فلسطين المحتلّة بالقول إنّ “كل ما يتطلبه الأمر من نصر الله هو قذيفة صاروخية واحدة في اليوم لإبقاء الشمال على رؤوس أصابعه”.
وأكّد أن “الحزام الأمني” الذي كان موجوداً في جنوب لبنان موجود الآن في الجليل، في إشارة إلى المنطقة الحدودية التي سيطرت عليها “إسرائيل” في فترة الحرب على لبنان منذ مطلع الثمانينيات قبل التحرير عام 2000.
وتطرّق ليمور في قراءته لهذه الساحة إلى حرب تموز عام 2006، ففي وقت عمل فيه حزب الله بعدها على التجهز بكميات كبيرة من القذائف الصاروخية والصواريخ من كل مدى بما فيها الدقيقة، كان درس “إسرائيل” من هذه الحرب “الاحتماء قدر الإمكان”.
وأمام ما يحدث عند الحدود مع لبنان وما تظهره المقاومة من قدرات وعمليات نوعية أقرّ “لقد فشلت إسرائيل في منع تعاظم حزب الله”، مؤكداً أن ترسانة حزب الله قادرة على شل منظومات حيوية في “إسرائيل”، من قواعد سلاح الجو مروراً بالبنى التحتية وصولاً إلى المنشآت الحكومية والرموز البارزة.
ولفت إلى أن معركة “إسرائيل” على الأراضي السورية والتي كانت ضمن استراتيجية “المعركة بين الحروب”، لم تكبح المعركة عند الشمال مع لبنان، ما يعني أن الحرب على سوريا أخفقت في تحقيق أهدافها.
غياب الأطر القتالية
المحلل العسكري، انتقل أيضاً إلى “ساحات بعيدة”، إذ أكد أن الضرر الذي يلحق بالردع محسوس أيضاً في اليمن، حيث تطلق القوات المسلحة اليمنية بانتظام صواريخ وطائرات مسيّرة من أنواع مختلفة على “إسرائيل” .
وخَلُص ليمور بالقول إنّ “الحرب علمتنا أن الجيش الإسرائيلي صغير بالنسبة لأبعاد إسرائيل”، وذلك خلافاً لتقديرات “الكابينت”، مشدداً على أن “إسرائيل” تجد صعوبة في إدارة حرب فعالة واسعة النطاق على جبهتين في وقت واحد.
وليست بحاجة فقط إلى المزيد من الطائرات، والمزيد من المروحيات، والمزيد من الدبابات في مثل هذه الحرب، بل أيضاً إلى المزيد من “الأطر القتالية والإسناد القتالي، وأكثر بكثير من الوسائل القتالية من جميع الأنواع: الهجومية والدفاعية”.
هذه الإعترافات الإسرائيلية تأتي في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة استهداف المستوطنات ومدن الاحتلال، وخوض المعارك الضارية مع قوات الاحتلال المتوغِلة في القطاع محققة الخسائر المادية والبشرية.
وبالتوازي مع تنفيذ المقاومة الإسلامية في لبنان، عدة عمليات ضد المواقع والمستوطنات الإسرائيلية، كان آخرها استهداف القية التجسسية في موقع جل العلام بالصواريخ الخاصة، وقبلها عملية قاعدة “ميرون” الجوية التي نفذت بصواريخ كورنيت مطورو، لا يمكن للمنظمات الإعتراضية الإسرائيلية التعامل معه، وفق الإعلام الإسرائيلي.
ومن اليمن والعراق، تتواصل العمليات في اتجاه أهداف حيوية إسرائيلية في فلسطين المحتلة وموانئها، ولا سيما في “إيلات” و”أسدود”.