رأى الباحث في الشؤون السياسية الدكتور حبيب فياض أنه “بالنسبة إلى حركة حماس يعتبر تبادل الأسرى وفق شروط الحركة مدخلاً إلى الحل في غزة، في وقت يعتبر فيه الجانب الإسرائيلي أن عملية التبادل تشكل مأزقًا له، لأن الأسرى لم يحرروا بالقوة، وتتم العملية وفق الشروط الفلسطينية التي تفترض الوقف التام للعدوان والعمل على تبييض السجون”.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال فياض : “تخاف الولايات المتحدة الأميركية من التمادي بالحرب، لأن ذلك له إرتداداته على الإنتخابات الرئاسية، وهي تجد نفسها بين نارين، نار الإستمرار بالحرب وبالدعم، ونار قطع المساعدات عن إسرائيل، لأنه في رأيها معركة القضاء على حركة حماس، هي معركة مشروعة”.
وأكّد أن “لا رؤية إسرائيلية محددة واضحة لكيفية إنهاء الحرب، فإن إنتهت دون تحقيق أي هدف في مقابل صمود المقاومة، فإن ذلك يعني إنتصار لحماس، وهزيمة لإسرائيل، فلكل حرب أهدافها الواجب تحقيقها، والمعيار الذي تقام على أساسه الحروب، هو مدى قدرتها على تحقيق الأهداف”.
وأضاف، “قتل المدنيين لا يعتبر إنتصارًا، لذلك خسرت إسرائيل هذه الحرب، لأنها لم تحقق أهدافها، ولأنها خسرت الدعم السياسي والمعنوي الدولي، ووضعت في قفص الإتهام كونها دولة مجرمة شريرة، وفي المرحلة المقبلة لن يأمن أحد الجانب الإسرائيلي، وما قامت به في غزة سيكون الركيزة التي ستُبنى عليها نهاية إسرائيل”.
وتابع، “إسرائيل اليوم في حالة تراجع إستراتيجي وقد خسر جيشها عقيدته القتالية، تعاني من إنقسامات داخلية غير مسبوقة، ومن تراجع إقتصادي، وأزمة ديموغرافية سببها التهجير، وتعاني أيضًا خارجيًا من تراجع الدعم الذي كان يؤمنه الحلفاء، ومن تباين في وجهات النظر معهم”.
وشدد على أنه “بعد حرب غزة، سقط منطق المظلومية اليهودية، وسقط شعار الدولة التي لا تقهر، وعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأثبتت إسرائيل أنها دولة مجرمة لا تلتزم بالمواثيق الدولية، والغرب اليوم يعيش تناقضًا بين المفاهيم الإنسانية التي بنى عليها ثقافته وبين دعمه لما تمارسه إسرائيل من حرب إبادة تنقض فيها هذه المفاهيم”.
ولفت إلى أن “إسرائيل واحة متقدمة للمصالح الغربية في المنطقة، والعلاقة معها هي علاقة براغماتية، وفي حال تحولت إسرائيل إلى عبء على هذه الدول، خاصة على الولايات المتحدة، هي مستعدة لإعادة النظر في علاقتها معها”.
وإعتبر أن “إسرائيل أعجز عن شن حرب على لبنان وسط غرقها بوحول غزة، فإن إنهت حربها هناك ستتوجه نحونا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرغب في شن حرب على لبنان ولكنه حاليًا لا يستطيع، وحزب الله يستطيع فتح الجبهة على إسرائيل لكنه لا يرغب”.
وختم الدكتور حبيب فياض مؤكدًا على “ضرورة توافقنا كلبنانيين على رؤية موحدة لمواجهة الشرّ الإسرائيلي وعلينا رسم سياسة إستراتيجية دفاعية لحماية لبنان، وهذا السعي مستحب اليوم وواجب في الغد، فلبنان ليس قويًا دون سلاح حزب الله، ولا دون جيشه أو شعبه، هذه المرتكزات الثلاث ضرورة لنا، وآمل أن نصل إلى مرحلة يدافع فيها الجيش اللبناني وحده عن سيادتنا”.