أخبار لبنان

معاناة أنثى”… ماذا تعرف عن الألم العضلي الليفي؟

رنا الحاج حسن

هل تشعر بآلام متفرقة في جميع أنحاء جسمك؟ هل تعاني من الإرهاق بشكل مستمر؟ ورغم إجراء العديد من الفحوصات الطبية، يظل السبب غير واضح؟ إذا كانت هذه التجارب تبدو مألوفة بالنسبة لك، قد تكون مصابًا بمتلازمة الألم العضلي الليفي.

بعرف مرض الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) أنه حالة صحية مزمنة تتسم بآلام وتوتر في العضلات والأربطة والأوتار. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى تيبس العضلات وإعاقة حركة المفاصل، مما يتسبب في صعوبة في الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.

وتنتشر هذه المتلازمة بشكل أكبر بين النساء حيث نسبة الاصابة به عند النساء أكثر من الرجال نظرًا إلى أن بنية المرأة أضعف من الرجل ويلقب هذا المرض ب “معاناة أنثى”.

عوارض الألم العضلي الليفي:

تتنوع أعراض الألم العضلي الليفي بحسب الحالة وتتأثر بتغيرات الطقس، الضغط النفسي، حجم النشاط الجسدي، وأحيانًا بتغير ساعات النهار. حيث يُوصف الألم المرتبط بمتلازمة الألم العضلي الليفي بأنه ألم غير حاد ومستمر، ينبعث في الغالب من العضلات. يظهر الألم عادة على جانبي الجسم ويمتد فوق الجذع بين الكتفين وتحته.

كما يتميز الألم العضلي الليفي بنقاط إثارة الألم، وتشمل هذه النقاط: مؤخرة الرقبة، بين لوحي الكتفين، على الكتفين، مقدمة العنق، أعلى الصدر،خلف المرفقين، أعلى الخصر، جانبي الخصر،جوف الركبتين.

غالبًا ما يشعر المصابون بالتعب الشديد عند الاستيقاظ، حتى إذا كانوا قد ناموا بما يكفي، مما يشير إلى اضطرابات في النوم.

أسباب ألم العضلي الليفي:

لا تزال الاسباب قيد البحث والتحقيق، ولكن يُعتبر هذا المرض نوعًا من اضطرابات الألم المزمنة. بعض العوامل التي قد تسهم في ظهوره تشمل:

١.العوامل الوراثية: يُعتقد أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في ظهور الألم العضلي الليفي.

٢.التغييرات النفسية والعاطفية: قد يكون هناك ارتباط بين حالات الإجهاد النفسي والعاطفي وظهور الألم العضلي الليفي.

٣.التغيرات في الطقس:بعض المصابين يلاحظون تفاقم الأعراض مع تغيرات الطقس.

٤.الإصابات الجسدية أو الجراحة السابقة: بعض الأشخاص يشير إلى ظهور الألم العضلي الليفي بعد إصابات جسدية أو جراحة سابقة.

٥.العوامل البيئية: قد تلعب بعض العوامل البيئية دورًا في تفاقم الألم، مثل التعرض للبرد أو التغيرات المناخية.

٦.اضطرابات النوم: اضطرابات النوم قد تكون مرتبطة بالألم العضلي الليفي.

من المهم أن يقوم الفرد المصاب بالتحدث مع الطبيب لتحديد التشخيص ووضع خطة علاج مناسبة، حيث يتم إجراء التشخيص حسب ما يأتي:

١. نقاط إثارة الألم
عند إجراء الفحص الطبّي يقوم الطبيب المعالج بفحص عدد من نقاط إثارة الألم في الجسم، وذلك لأن درجة الضغط المُمارَس على هذه النقاط تكفي عادةً لإحداث ابيضاض في قاعدة أظافر الطبيب وليس أكثر من ذلك، هذه النقاط التي عددها 18 تُستعمل باعتبارها الطابع الرسمي للإقرار الجازم بما إذا كان الحديث يدور حول الألم العضلي الليفي أم لا.

علاج الألم العضلي الليفي

يتضمن مجموعة من النهج التي تستهدف تحسين الأعراض وتحسين جودة حياة المريض. قد يتضمن العلاج:

١.العلاج الدوائي: يمكن للأطباء وصف مجموعة متنوعة من الأدوية لتقليل الألم وتحسين النوم، مثل المضادات الاكتئابية وبعض الأدوية التي تستخدم لعلاج الألم المزمن.

٢.العلاج السلوكي والنفسي: يمكن للجلسات النفسية أو التدريب السلوكي أن تكون فعالة في التعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالألم العضلي الليفي.

٣.لعلاج الطبيعي والتمارين البدنية: يمكن أن تساعد جلسات العلاج الطبيعي والتمارين المعتدلة في تحسين قوة العضلات ومرونتها.

٤.التغييرات في نمط الحياة: قد ينصح بتغييرات في نمط الحياة مثل التغيير في النظام الغذائي، وضبط مستويات النشاط اليومي، وتقنيات إدارة الإجهاد.

٥.العلاج الطبيعي:الجلسات مع أخصائيي العلاج الطبيعي قد تكون مفيدة في تقوية العضلات وتحسين نطاق الحركة.

الوقاية من الألم العضلي الليفي

تُعتبر الوقاية من مرض الألم العضلي الليفي تحديًا، لكن بعض الإجراءات يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض وتحسين الجودة الحياتية. إليك بعض النصائح:

١.النشاط البدني المنتظم:ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في تقوية العضلات وتحسين اللياقة البدنية، ويفضل اختيار التمارين ذات الصلة بالتحمل البدني المناسب.

٢.التحكم في التوتر والإجهاد: تعلم تقنيات التأمل والاسترخاء يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والإجهاد النفسي، مما قد يساعد في تخفيف الألم.

٣.تحسين نوعية النوم: الحفاظ على جدول نوم منتظم وإتباع عادات نوم صحية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أعراض الألم العضلي الليفي.

٤.التغذية الصحية:اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على مكونات غذائية هامة يمكن أن يدعم الصحة العامة ويقلل من بعض الأعراض.

٥.التجنب من التغييرات الجوية المفاجئة: بعض الأفراد يشعرون بتفاقم الألم بسبب التغييرات الجوية، إذا كان ذلك ينطبق عليك، فقد تكون خطوات لتجنب التعرض المفاجئ للطقس البارد أو الرطوبة مفيدة.

٦.التعاون مع الفريق الطبي:التواصل المستمر مع الأطباء وفريق الرعاية الصحية لضمان تحديث خطة العلاج والتكيف مع أي تغيير في الحالة.

في الختام، يظل الألم العضلي الليفي تحدًا صحيًا يواجه العديد من الأفراد، مع تأثيراته المتعددة على نوعية حياتهم اليومية. يُظهر البحث والتجارب السريرية أن النهج المتكامل للعناية بالصحة يمكن أن يسهم في إدارة الألم وتحسين الرفاهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى