دعا الكاتب الإسرائيلي، يوسي منشروف، إسرائيل للتحرك ضد إيران، في إطار العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي يتعين إعادة تشكيلها بعد أحداث السابع من تشرين الأول 2023.
وقال منشروف، في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية تحت عنوان “على إسرائيل أن تستهدف رأس الأخطبوط.. إيران”، إن ذلك التحرك سيعد جزءاً من الدفاع عن حدود إسرائيل، مشدداً على أنه لا يمكن أن تكتفي إسرائيل بالقتال ضد وكلاء طهران في المنطقة فقط، بل عليها استهدافها مباشرة نظراً إلى دورها الحاسم في تقويض أمن إسرائيل.
التورط الإيراني
وقال منشروف، وهو باحث متخصص في الشؤون الإيرانية بجامعة حيفا، إنه منذ 7 تشرين الأول، هناك خلاف حول مدى تورط إيران في هجوم حركة حماس على إسرائيل، مع التركيز على مسألة ما إذا كانت على علم مسبق بالهجوم وشريكة في التخطيط له أم لا.
وتابع الكاتب: “حتى لو لم تكن طهران على علم بالهجوم، فإن مسؤوليتها عن تلك الأحداث واضحة للجميع، وفي الواقع، لم يكن بإمكان حماس أن تنفذ الهجوم دون المساعدة المنهجية التي تلقتها من طهران على مدى عقود”، ومن خلال المعلومات المنشورة منذ يوم الهجوم، تكثفت المسؤولية والتورط الإيراني عن الأحداث.
اتصال دائم
وذكر الكاتب أن قادة الجناح العسكري لحماس كانوا على اتصال دائم مع قادة الأجهزة الأمنية في إيران من أجل التخطيط لتحركاتهم ضد إسرائيل، مشيراً إلى تصريحات لإسماعيل كوثري عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن في البرلمان الإيراني، والقائد الكبير السابق في الحرس الثوري الإيراني في 8 تشرين الثاني، عندما أوضح مشاركة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي قُتل على أيدي الأميركيين في 2020، في التخطيط لهجمات لحركة حماس.
وذكر كوثري أن قائد الجناح العسكري في حماس محمد الضيف خطط مع سليماني للعديد من عمليات حماس، وبالتالي فإن “القدرة اللازمة لهذه العملية لا تتعلق بيوم أو يومين بل تعود إلى عدة سنوات”.
بناء قوة حماس
وبعيداً عن التخطيط، أشار كوثري إلى مسؤولية طهران في بناء قوة حماس، قائلاً إن “جبهة المقاومة عززت حماس والجهاد في غزة، مما أتاح تنفيذ العملية بقدرات عالية”، مشيراً إلى أن هذا التعاون المكثف استمر حتى بعد اغتيال سليماني.
ويقول الكاتب إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن التصريحات الصادرة عن طهران أدت إلى زيادة الإدراك بشأن مساهمة طهران الحاسمة في تطوير نظام أنفاق حماس، لافتاً إلى تصريحات الدبلوماسي الإيراني أمير الموسوي لوسائل إعلام إيرانية في منتصف تشرين الثاني، قال فيها إن سليماني عهد إلى حماس بتقنيات متقدمة من أجل تعزيز نظامه السري، وأشرف بشكل مباشر على المعدات التكنولوجية للحركة التي مكنت من إنشاء نظام متطور تحت الأرض في جميع أنحاء غزة.
وأوضح الكاتب أنّ الجيش الإسرائيلي كشف في أوائل كانون الثاني، عن بنية تحتية مسلحة ومكونات لإنتاج وتطوير صواريخ دقيقة تابعة لحماس بتوجيه إيراني شمال قطاع غزة، لافتاً إلى أن هذا الكشف يؤكد الأنباء التي تفيد بأن إيران قامت بنقل معلومات متقدمة إلى غزة من خلال التدريبات التي يتلقاها خبراء حماس والجهاد في في طهران.
وتابع منشروف في حديثه: “في إطار العقيدة الأمنية الجديدة التي يتعين على إسرائيل صياغتها، يجب أن تعمل بشكل مباشر ضد إيران، وهذا يتوافق مع توقع أنها ستسعى جاهدة لإعادة تأهيل حماس بعد الحرب، وباعتبارها (رأس الأخطبوط) والمورد الرئيسي الذي يدرب حماس ويمولها ويسلحها ويجهزها”.
استراتيجية إسرائيلية حديثة
وأشار الكاتب إلى أنه “بناء على ذلك، وفي ضوء مسؤولية إيران أيضا عن تعزيز العنف على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، يجب على تل أبيب أن تتبنى استراتيجية حديثة للدفاع عن النفس ضد النشاط الذي تروج له إيران لتدميرها من خلال وضعها تحت ضغط وتهديد كبير”، موضحاً أن تلك الاستراتيجية هدفها منع عودة وتأسيس ميليشيا تدعمها إيران على حدود إسرائيل.
هل ترد إيران؟
وشدد الكاتب أنه على إسرائيل أن تضرب الداخل الإيراني مباشرة بنفس القدرات التي تمنحها إيران لعملائها في المنطقة، وتابع: “من غير المتوقع أن يؤدي النشاط الإسرائيلي المكثف المقترح ضد إيران إلى حرب، أولاً لأن طهران تخشى أن تصب مثل هذه الحرب في مصلحة إسرائيل لأنها ستسمح لها بمهاجمة منشآتها النووية، وثانياً، في ظل أزمة الشرعية المستمرة التي يعاني منها النظام، من المشكوك فيه جداً أن يختار إقحام نفسه في حرب تعرض بقاءه في الداخل للخطر، وثالثاً، تدرك طهران أنه في سيناريو الحرب ضد إسرائيل، ستجد الولايات المتحدة صعوبة في التراجع وستضطر إلى المشاركة في الحرب انطلاقا من أهمية إسرائيل الاستراتيجية بالنسبة للسياسة الأميركية في المنطقة، والقيم المشتركة التي تربط إسرائيل والولايات المتحدة في تحالف عميق”.