شنت امريكا فجر اليوم السبت ضربات صاروخية جديدة استهدفت قاعدة الديلمي القريبة من مطار صنعاء الدولي شمالي العاصمة، بعد ضربات نفذتها أمس بمعية بريطانيا استهدفت مناطق مختلفة في اليمن.
-عدوان اليوم نفذته امريكا بشكل منفرد، كما نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي، وانه استهدف منشأة رادار في قاعة الديلمي، وهو نفس الموقع الذي تعرض للقصف ضمن العدوان الامريكي البريطاني الواسع، الذي تم خلاله شن 73 غارة واستخدام اكثر من مائة صاروخ، الامر الذي يؤكد ان امريكا فشلت في تدمير اهدافها في العدوان الاول، لانه جاء على ضوء معلومات قديمة، كما انه اظهر امريكا عارية امام الراي العام العربي والاسلامي والعالمي، فهي ليست سوى مدافع عن الكيان الاسرائيلي وعن ارهابه، ووكيل يخوض المعارك من اجله.
-امريكا ومن خلال عربدتها الحمقاء في البحر الاحمر، وعدوانها على اليمن، تعمل على منح الكيان الاسرائيلي المزيد من الوقت لتنفيذ مخططه الاجرامي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الامر الذي قد يدفع المنطقة برمتها الى مصير مجهول، بدلا من الانصياع لمعادلة اليمن المنطقية والقائمة على نزع فتيل الازمة برمتها، عبر الضغط على الكيان الاسرائيلي لوقف المذبحة التي ينفذها في غزة، وفتح المعابر لادخال الغذاء والدواء.
-العدوان الاول والثاني على اليمن، اكد وبشكل ملحوظ كم هي امريكا معزولة عن العالم، وتواجه فشلا دبلوماسيا وسياسيا واضحين، لانها عجزت حتى عن اقناع من كانت تعتبرهم حلفاءها للمشاركة في عدوانها الغادر على الشعب اليمني، فهي لم تتمكن حتى من حشد دول أوروبية في تحالفها البحري ضد اليمن، فاغلب دول العالم، لا ترى في الاجراءات التي قام بها اليمن اي تهديد للملاحة الدولية، سوى الملاحة التي تخدم اقتصاد الكيان الاسرائيلي، الكيان الذي يُحاكم اليوم امام محكمة العدل الدولية، على ما ارتكب ومازال يرتكب من ابادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بمشاركة امريكية وقحة.
-عندما تتجاهل امريكا الحلول السياسية والدبلوماسية، وتستخدم القوة المجردة، في التعامل مع القضايا الدولية الحساسة، فهي تعلن عمليا انها بديل عن الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والقانون الدولي، وانها شرطي العالم، ويمكنها ان تضرب هنا وهناك، وان تعتدي على هذه الدولة او تلك، بل تقوم بغزو واحتلال الدول، دون اي تفويض من اي جهة دولية، وهو ما سيعزز موقف اليمن ومحور المقاومة، الذي لطالما اكد على ان امريكا وربيبتها “اسرائيل” لا تفهمان الا لغة القوة.
-كان على امريكا المعتدية، ان تراجع تاريخ اليمن، كما عليها ان تراجع ايضا تاريخ سياستها الفاشلة في العدوان على الدول والشعوب، قبل ان ترتكب حماقتها ضد اليمن، ترى هل استسلم الشعب اليمني يوما امام المعتدي، مهما كانت قوته وجبروته، فكل من اعتدى على اليمن، خرج مهزوما مهانا يجر اذيال الخيبة والخسران، بينما اليمن يخرج من كل نزال اكثر قوة وعنفوانا كالعنقاء. كما على امريكا وادارة بايدن المتصهينة، ان تقف قليلا امام هزائمها في كل الحروب التي خاضتها بعد الحرب العالمية الثانية، عسى ان تتعظ والا تكرر ذات الخطأ في اليمن، وان كنا نشك في ذلك، ما دامت اللوبيات الصهيونية تنخر امريكا كالسرطان.