أخبار لبنان

الاستهداف في الضاحية الجنوبية يفتح مرحلة جديدة والعد العكسي بدأ؟!

لن تمر تداعيات اغتيال العدو الاسرائيلي للرجل الثاني لحركة حماس صالح العاروري مرور الكرام خاصة وانه اُستهدف في الضاحية الجنوبية عقر دار حزب الله وفي هذا الامرخطورة كبيرة تختصر بشقين ، الشق الاول يتعلق بتأثير ذلك على صورة المقاومة داخلياً بشكل خاص وقوة الردع التي تمتكلها والتي كرست من خلالها المثلث الذهبي “جيش شعب ومقاومة”، والشق الثاني ما رافق الاغتيال من توجيه عشوائي لاصابع الاتهام والخيانة لابناء البيئة التي احتضنت العاروري في دارها بما يشكل محاولة واضحة لدق اسفين الخلاف بين حزب الله وحركة حماس.

من الواضح ان حزب الله ما زال يستعين باقصى ما لديه من ادوات ضبط النفس انطلاقا من المصلحة الوطنية ما لم يشن العدو الاسرائيلي حربا على لبنان، فضلا عن استعداده للدخول في التفاوض على النقاط التي شكلت صلب القرار 1701 الذي كان ممنوعا حتى الحديث به رابطا ذلك بشرط وقف العدوان على غزة وفي ذلك يبدو تحول واضح في المعادلة. ففي خطابه العام 2010 وضع معادلة ” مطار بن غوريون مقابل مطار رفيق الحريري وكل مبنى تدمره اسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت سيقابله تدمير مبان في تل أبيب ” اما في العام 2021 وعلى خلفية احداث غزة في حينه اشار السيد نصرالله في خطابه الى ان المعادلة التي يجب ان نصل اليها هي “القدس مقابل حرب اقليمية

الى ذلك، لا بد من الاخذ بعين الاعتبار ان مسار ومصير الساحتين بين غزة وجنوب لبنان قد رُبط مع قبول السيد نصر الله الدخول في التفاوض حول نقاط القرار 1701 وهذا ما قد ينعكس مزيد من الاحتدام والتوسع على الجبهة الجنوبية في اطار رفع سقوف التفاوض، حيث الكرة في ملعب واشنطن المؤثر الاول على اسرائيل،عدا عن ان حرب غزة اصبحت مكلفة على واشنطن دوليا واقليميا لاسيما مع الاستهدافات المتكررة للحوثيين للسفن المتجهة او التي تملكها اسرائيل في البحر الاحمر نتيجة الحرب في غزة.

لاشك ان هناك حراكا دبلوماسيا كبيرا على خط التهدئة ومنع اتساع رقعة الحرب مع لبنان الا انه لا ضمانات حتى الساعة تفي بالغرض. وربما مرد ذلك الى عدم تمكن المساعي الدبلوماسية من التقاط رؤوس خيوط التفاوض بعد، فواشنطن ما زالت حائرة في كيفية التعاطي مع حماقات اسرائيل وتهورها وهي تترنح بين لجمها او تركها متفلتة من عقالها حتى ترى النهاية لاعتبارات عدة، في حين تقف طهران امام حزب الله موقف المشجع غير الداعم، الحريص ظاهريا وغير المعني في التدخل ميدانياً،حيث اصبح حزب الله بنظرها قوة قادرة على ادارة شؤونه نفسه بنفسه، شأنه شأن باقي فصائل المقاومة على كل الجبهات، حيث “لا يوجد عبيد، فكل منها يتخذ قراره بنفسه بما ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية ومصلحة بلده” وهذا بالطبع ما عبر عنه بشكل واضح السيد نصر الله في خطابه الاخير، وهذا ايضا ما يريح بشكل كبير طهران ويزيح عنها عبء زجها تحت وطأة تفاوض فُرض عليها في توقيت خاطىء حيث ليس الوقت مناسباً ولا هي ترغب في مخالفة التزاماتها تجاه المملكة العربية السعودية التي قطعتها لها امام راعي الصلح “الصين” .

من هنا يمكن القول ان الوقت بات يضيق جداً امام الحراك الدبلوماسي وكل يوم تأخير سيفتح في المقابل امامه يوم آخر من ارتكاب الحماقات الاسرائيلية التي في حال اتسعت رقعتها ستفتح عليها باب الحرب واسعاً ولن تقتصر جبهاتها برا وجوا فقط وانما ستتعداها لتصل بحراً، وقد سبق وهدد السيد نصرالله الاسرائيليين بان اي حرب مقبلة يريدون شنها على لبنان فان “السفن العسكرية والمدنية والتجارية التي تتجه لموانىء فلسطين ستكون ايضا تحت مرمى صواريخ المقاومة الاسلامية”.

المصدر: لبنان ٢٤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى