تستمر إسرائيل بالقصف الوحشي على كافة مناطق قطاع غزة موقعة المزيد من الخسائر البشرية، ولم تستطع بعد أكثر من ثمانين يوماً أن تحقق أي من أهدافها، فما هو المخطط الذي ستنتهجه في مستقبل الأيام؟ وهل تخضع لأصوات الداخل المنادية بعدم جدوى الحرب؟
لا يأمن مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة حماس محمود طه للعدو الإسرائيلي الذي يصفه بالغدار المجرم, ويقول: “بالتأكيد سيصعد العدو في لبنان وفي فلسطين, لا سيّما أنه حتى الآن فشل بتحقيق أي هدف من أهدافه, لذلك يقدم على عمليات إجرامية بحق المدنيين”.
ويوضح أن “العدو يظن أنه سيلوي ذراع المقاومة من خلال هذه الهجمات, إلا أن ذلك لن يحصل مهما صعّد, فالشعب صامد والمقاومة قوية وصامدة وتقوم بعمليات بطولية, لذلك يقدم على التصعيد بين الحين والآخر”.
وماذا عن فشل المساعي من أجل هدنة كان العدو يسعى لها؟ يرى طه “أنه قد يكون أحد أسباب التصعيد موضوع الهدنة الذي طرح, إلا أنه لن يتحقق, لأن المقاومة اشترطت وقف العدوان ومن ثم الحديث عن إطلاق سراح أسرى أو هدنة أو صفقة أسرى”.
وعزو أسباب التصعيد أيضاً إلى أن “العدو يتكبّد خسائراً كبيرة في غزة, في صفوف جنوده وآلياته وضباطه, لذلك يزيد من التصعيد, لأن باعتقاده أن التصعيد سيوصلهم إلى نتيجة”.
وتطرّق إلى أصوات داخلية من مسؤولين إسرائيليين واستخبارتية وسياسيين سابقين وحاضرين بأن هذه الحرب لن تصل إلى نتيجة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يستطيع السيطرة على حركة حماس, لذا عليهم إيجاد طريقة أخرى لتبادل الأسرى مع حماس.
وهل هذه الأصوات قد تضغط باتجاه وقف العدوان؟ يقول: “هذه الأصوات تضغط باتجاه بأن لا نتيجة للعدوان, إنما بالعكس يتم قتل بعض الأسرى, لذلك الضغط الداخلي قد يأتي بنتيجة, خاصة أن بعض التصريحات تشير إلى أن العدو يريد الإنتقال إلى المرحلة الثالثة التي تكمن بتغيير الحرب, ربّما يصبح هناك اغتيالات وقصف من بعيد وأن ينسحبوا لحدود كيلو متر, وأن تتوقّف الغارات المكثّفة يومياً, فهذا الكلام يخرج عن مسؤولين اسرائيليين, وهذا إن دل على شيئ يدل على تراجع الإسرائيلي, الإنتقال إلى المرحلة الثالثة ما هو إلا تراجع وإنهزام امام صمود المقاومة”.
وتابع, “لا شيء جديد بالنسبة للوساطات, فهناك وساطة قطرية مصرية, إلا أنه قوبلت بموقف واحد من الفصائل الفلسطينية, أي حديث عن الهدنة أو إطلاقف سراح أسرى يجب أن يتزامن مع وقف إطلاق نار والعدوان”.
وختم طه: “على ما يبدو أن الحرب طويلة, على اعتبار أن الإسرائيلي متعنّد, لا سيّما أن الإسرائيلي لم يحقق أي هدف من أهدافه, فإذا تم وقف العدوان اليوم نتنياهو يكون أول الخاسرين, لذلك لمصالحه الذاتية الشخصية يحاول إطالة أمد الحرب, ظناً بأنه قد يحقق شيء على الأرض إلا أن ذلك لن يحصل بإذن الله”.