تمضي الممثلة الأميركية أنجلينا جولي بالبوح والتعبير عن قناعاتها السياسية والفكرية والإنسانية. لا تملك حسابات مسبقة حول اتهامات بمعاداة السامية قد ترشق بها في حال دانت مجزرة ترتكب في حق أطفال يبقون تحت الردم أمام أعين العالم.
وبعد اتهامها زعماء العالم الذين لا يعملون من أجل وقف إطلاق النار في غزة بالتآمر، تغوص أنجلينا جولي في فلسفة حقوق الإنسان التي انتشرت قيمها في الغرب، وراجت بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي حوار متفاعل عبر منصات التواصل، تقول للمخرجة السورية وعد الخطيب، إنها اكتشفت الحقيقة بعد نحو 20 عاماً من العمل في المجال الإنساني.
نشرت جولي مقطعاً من الحوار مع الخطيب على حسابها في “إنستغرام”، وهو جزء من الفيلم الوثائقي: “نحن نجرؤ على الحلم”،
وترى إنه “ربما وُجدت فكرة الدفاع عن حقوق الإنسان من خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، وكانت تعني أيضاً وجود أهداف وخطوط واضحة لحقوق الإنسان، وأنه يجب أن يتحرك أحد لإنجاز هذه الحقوق، وهي مهمة الأمم المتحدة بالضرورة”.
وتشير جولي إلى أنها اكتشفت أن الأمور لا تسير بهذا الشكل البسيط، مضيفة: “علمت أن العالم لا يسير بهذا الشكل، وإنما بطريقة أخرى هي أننا سوف نعطي لبعض الناس هذه الحقوق والعدالة، وربما نعطيها بشكل مؤقت لبعض آخر، لكن بعضهم لن يحصل عليها أبدا”.
وفي وقت سابق، وجّهت النجمة العالمية رسالة شديدة اللهجة حول الوضع الكارثيّ في غزّة، مؤكّدةً أنّ سكّانها يتعرّضون للقتل العمد.
وقالت الممثّلة الأميركيّة في منشور عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعيّ تعليقاً على صورة من مخيم جباليا المدمّر: “هذا ما يُسمّى القصف المتعمّد للسكان المحاصرين الذين ليس لديهم مكان يفرّون إليه”.
وأضافت: “لقد ظلّت غزّة بمثابة سجن مفتوح منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وتتحوّل الآن بسرعة إلى مقبرة جماعيّة”.
وأوضحت أنّ “40 في المئة من القتلى أطفال أبرياء. عائلات بأكملها تُقتل”.
وتابعت: “بينما يراقب العالم وبدعم نشط من العديد من الحكومات، يتعرّض الملايين من المدنيين الفلسطينيين – الأطفال والنساء والأُسر – للعقاب الجماعيّ وتجريدهم من إنسانيّتهم، كلّ ذلك بينما يُحرمون من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانيّة، وهو ما يتعارض مع القانون الدوليّ”.
ورأت أنّ “رفض المطالبة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانيّة، ومنع مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة من فرض وقف إطلاق النار على الطرفين، يجعلان زعماء العالم متواطئين في هذه الجرائم”.
على إثر الموقف الذي اتخذته أنجلينا جولي وانتقادها إسرائيل أثناء حديثها عن الوضع الإنساني في غزة، نشر والدها، الممثل الأميركي الشهير جون فويت، مقطع فيديو على حسابه في منصة “إكس”، عبّر عن شعوره “بخيبة أمل كبيرة لأن ابنتي، مثل العديد من الناس الآخرين، لا تفهم مجد الله”.
وقال إن “الأمر هنا يتعلق بتدمير تاريخ أرض الله، الأرض المقدسة، أرض اليهود، وعلى الجيش الإسرائيلي أن يحمي أرض إسرائيل وشعبها”.
ثم اعتبر أن “هذه حرب، ولن تكون كما يعتقد اليسار، ولن تكون ثقافية، لقد هوجمت إسرائيل من خلال الإرهاب اللا إنساني، الذي استهدف أطفالاً أبرياء وأمهات وآباءً وأجداداً. وأنتم أيها الحمقى تقولون إن إسرائيل هي المشكلة؟ إسرائيل تعرّضت للهجوم، وهذه الحيوانات تريد أن تمحو اليهود والمسيحية”.