رأى رئيس تحرير جريدة الجمهورية جورج سولاج أن “زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت، تأتي في سياق الجهد الفرنسي المتواصل من أجل عدم توسيع دائرة الحرب بين لبنان وإسرائيل، وأيضًا كي تحفز لبنان حتى يكون جاهزاً للدخول في المفاوضات لدى بدء التسوية في المنطقة، وكي تقول أنه قد آن الأوان لإنتخاب رئيس في لبنان”.
وفي مقابلة ضمن برنامج “وجهة نظر” قال سولاج: “لحزب الله موقف ثابت، فهو لن يدخل في أية تسوية قبل إنتهاء حرب غزة”.
وأكد أن “إمكانية توسع الحرب شبه معدومة، فإسرائيل لا يمكنها التورط مع حزب الله، وهي لم تستطع حتى القضاء على حماس، وكلفة الحرب كبيرة عليها إقتصادياً وديموغرافياً بسبب الهجرة المتزايدة لعدم شعور سكانها بالأمان، كما أنها لن تستطيع التمتع بالغطاء الدولي إلى ما لا نهاية، فالرئيس الأميركي جو بايدن لا يريد أن يكون رهينة إسرائيل خلال الإنتخابات الرئاسية”.
ولفت إلى أن “الأخطر من جبهة لبنان هو ما يجري في البحر الأحمر وفي مضيق باب المندب، طريق الإمداد التجاري للسلع من آسيا إلى أوروبا والذي يشكل نسبة 10% من التجارة العالمية، في حال تجاوزت هجمات الحوثيين الخطوط الحمر، وحتى الآن تؤثر هذه الهجمات على اسعار السلع وعلى قيمة بوالص التأمين، والتحالف البحري ليس هدفه محاربة الحوثي، إنما حماية الممر الإستراتيجي من الصواريخ والمسيرات”.
وتابع، “هدف الحوثي من هذه الهجمات، كما هدف المقاومة في العراق وحزب الله في الجنوب اللبناني، هو ممارسة الضغط على أوروبا والولايات المتحدة لأجل تسريع عملية وقف إطلاق النار في غزة”.
وكشف أنه “في الوقت الذي كانت فيه كولونا تعبر عن الموقف الفرنسي الداعي لعدم توسيع دائرة الحرب، كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يقول أنه في حال لم ينجح الحل السياسي ستذهب إسرائيل إلى الحل العسكري، ولكن لو كانت هذه الأخيرة واثقة من إنتصارها، لكانت هاجمت لبنان الأمس قبل اليوم، ودون سابق إنذار، علماً أن هناك جنرالات أميركية في غرفة العمليات الإسرائيلية تتدخل فور تطور الأمور، وبالتالي لبنان غير معرض إلى حرب مباشرة ولا يمكن لهذه الحرب إلاّ أن تنتهي بحل سياسي”.
وأوضح أنه “في التسوية جهتين خارجيتين، من جهة إيران وأذرعها، ومن جهة أخرى الولايات المتحدة وحلفائها، وإيران ليست بحاجة إلى التفاوض على نفوذها في المنطقة الذي تحول إلى أمر واقع، أما العرب فلا موقف موحد لديهم، وتحكمهم التباينات، فالسعودية مثلاً لا تريد أن تكون طرفاً في أي نزاع”.
وأشار إلى أن “الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين تمكن من إنجاز الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، ومن المؤكد أنه سيستكمله بالترسيم البري، والإسرائيلي بات يعلم أن عليه تقديم التنازلات كي يحصل على الإستقرار”.
وفي ملف رئاسة الجمهورية إعتبر أن “كل فريق ينتظر كلمة السرّ من الخارج، علماً أن هناك توازن سلبي داخل مجلس النواب، ولا يمكن لأي فريق من تأمين النصاب، ووضعنا بحاجة إلى تفاهمات داخلية قبل التفاهمات الخارجية، تشبه التفاهم الذي حصل على التمديد لقيادة الجيش”.
وختم سولاج بالإشارة إلى معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، “التي كانت من ضمن المعركة الإنتخابية وهذا يعني التمديد لحظوظ القائد الرئاسية، أما حزب الله وبعد كل الرسائل التهديدية التي تلقاها، يشعر أنه بحاجة إلى تحصين الجبهة الداخلية، وبالتالي أصبح أكثر تشددًا من ذي قبل لناحية إنتخاب رئيس يدور في فلكه، ولكن قبل إنتهاء حرب غزة لن يتحرك هذا الملف”.