يستمرّ العدوان الإسرائيلي القاتل على غزة، في ظلّ موجة الإضراب العام الذي طالَ جميع أنحاء العالم منها لبنان، حيث كان جلياً الإلتزام التّام في الإدارات والمؤسسات، تضامناً مع غزة والجنوب، وسط مطالبات بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
ومع تشبث الدول الداعمة بموقفها المشجع على مواصلة العدوان الإسرائيلي على غزة، تجمدت الحركة الهادفة لإقناع هذه الدول على القبول بوقف إطلاق النار، والبدء بمفاوضات جدية بين الفلسطينيين وإسرائيل للوصول إلى اتفاق بحلّ الدولتين، أو الدخول في مراوحة قاتلة، خاصةً بعد فشل مجلس الأمن قبل أيام باتخاذ قرار وقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأميركي.
وفي السياق، أشارت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الإلكترونية الى أنَّ هناك ضوءاً أخضراً أميركياً غربياً يمنح إسرائيل الوقت الكافي لمحاولة تدمير حماس والقوى الداعمة لها، لكن العقبة الكبيرة التي تواجه اسرائيل تمثلت بصمود المقاومة الفلسطينية وتكبيد العدو خسائر فادحة لم تكن في الحسبان، معتبرةً أنَّ استمرار الحرب المدمرة على غزة هو الذي يزيد من حرارة المواجهة جنوباً وانتقالها إلى أماكن بعيدة نسبياً عن الخطوط المتعارف عليها.
أمّا داخلياً، فتتجه الأنظار إلى الجلسة التشريعية الذي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الخميس وعلى جدول أعمالها المشاريع التي أقرتها اللجان المشتركة، وأحالتها إلى الهيئة العامة لإقرارها، بإلإضافة إلى البند المتعلّق بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون.
وفي الإطار، لفتت مصادر سياسية مواكبة في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية إلى حراجة هذا الموضوع لدى الأحزاب المسيحية، التي ترفض حضور الجلسات التشريعية بغياب رئيس الجمهورية، لكن هذه الأحزاب تختلف بموضوع التمديد لقائد الجيش، فالقوات والكتائب مع التمديد لقائد الجيش، بينما التيار الوطني الحر يرفض التمديد لأسباب باتت معروفة.
المصادر سألت عن إمكانية التمديد لقائد الجيش، بحال تمّ تأمين النصاب، أم أنّه سينفرط العقد قبل الوصول إلى بند التمديد، معتبرةً أنّه “حتى الساعة ليس هناك من إجابات واضحة، لأنَّ معظم الكتل لم تعلن موقفها النهائي بعد”.
أمّا في المواقف، أعاد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية التأكيد أنَّ التكتل طالب بالتمديد لقائد الجيش منذ البداية، لكن بالنسبة لجدول الأعمال وشكل المشاركة يحدده التكتل في اجتماعه ليكون الرأي واضحاً ودقيقاً .
بدوره، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ التكتل يعقد اجتماعه اليوم وعلى ضوئه يُعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل موقف التكتل بوضوح.
وفي موضوع التمديد لقائد الجيش، أكد طرابلسي أنَّ موقف التكتل على حاله ولم يتغيّر، قائلًا: “نحن ضد مخالفة الدستور من أيّ كان، ونرفض التمديدات كلها ح لعسكريين أو لمدراء في الدولة أو لنواب”، لافتاً إلى أنّه “لا يوجد شيء إسمه تشريع الضرورة، فالضرورة بالنسبة لنا هي انتخاب رئيس الجمهورية”.
من جانبها، أكّدت أوساط “اللقاء الديمقراطي” حضور نواب الكتلة الجلسة، وهو من البداية كان من دعاة التمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس أركان ومنع وصول الفراغ الى المجلس العسكري.
وفي ظلّ الفوضى العارمة في مؤسسات الدولة، والشغور الذي يرمي بثقل تداعياته على كاهل البلد والمواطن، تبقى أيام قليلة، ويتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، فإما أن يتم التمديد لقائد الجيش، وانقاذ المؤسسة من الشغور، أم أنّه سينجح المعطلون مرّة أخرى في إدخال لبنان الى متاهة جديدة.