أخفق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة لاسباب انسانية، بعد استخدام امريكا “الفیتو”، رغم تصويت جميع أعضاء المجلس الآخرين الـ13 لمشروع القرار، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
-اللافت ان جميع الاعضاء صوتوا لصالح مشروع القرار، حتى بريطانيا التي تعتبر من اشرس داعمي الكيان الاسرائيلي، امتنعت عن التصويت، لمعرفة الجميع ان الاوضاع في غزة، والجرائم الفظيعة التي ترتكبها قوات الاحتلال هناك، لم تعد تطاق، وتجاوزت كل الحدود، ولا بد من وقف هذه المأساة الانسانية فورا.
-وحدها امريكا، داست على جميع القيم الانسانية والاخلاقية، وضربت عرض الحائط بكل القوانين والاعراف الدولية، وتجاهلت حتى من تعتبرهم حلفاءها من الانظمة العربية، الذين بعثوا ممثلين عنها الى واشنطن لاقناعها لوقف المذابح والمجازر الاسرائيلية ضد الاطفال والنساء في غزة، ولم تشفع لهذه الانظمة لدى امريكا ما قدموه لها من خدمات، ومن بينها التطبيع مع “اسرائيل”.
-المسؤولون الامريكيون كانوا ومازالوا يتهمون المقاومة الاسلامية في غزة، بانها ترفض الهدنة الانسانية، وانها كانت السبب في انتهاك الهدنة الاولى، بينما تكشفت بالامس حقيقة الرواية الامريكية، بعد ان افشلت مشروع قرار وقف اطلاق النار في غزة، فالفيتو الذي استخدمته امريكا لا يكشف الجهة التي انتهكت الهدنة الاولى فحسب، بل يكشف ايضا عن حجم التورط الامريكي في العدوان على غزة.
-هل تتصور امريكا ان العالم يمكن ان يصدق تبريراتها لما يحدث من ابادة وتطهير عرقي وجرائم حرب في غزة، بإعتبارها “ضريبة” طبيعية يدفعها “المتحاربون”، وليست جرائم فظيعة، يرتكبها محتل غاصب متوحش، تم تسليحه من قبل امريكا والغرب، باحدث الاسلحة الفتاكة، واطلقوه على شعب تحت الاحتلال ومحاصر منذ اكثر من 17 عاما، لا يملك من سلاح الا الايمان بعدالة قضيته؟.
-تصف امريكا عدد شهداء غزة بالمفزع، بينما لا تكف لحظة واحدة عن امداد الوحش الاسرائيلي بالاسلحة منذ اكثر من شهرين، ليستمر بالقتل، وهو ما اعترفت به وزارة الحرب في الكيان الاسرائيلي، عندما كشفت عن وصول اكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والمعدات والمركبات المدرعة والذخائر.
-الصحافة الامريكية تتحدث عن استياء بايدن من عدم امتثال نتنياهو وحكومة حربه المجرمة، لنصائحه بتجنب استهداف المدنيين، وان استياءه تحول الى غضب، بينما وبعيدا عن اكاذيب الاعلام الامريكي، نرى بايدن يطلب من الكونغرس الموافقة على تقديم مساعدات عسكرية إضافية للكيان الإسرائيلي بقيمة 14 مليار دولار، بالاضافة الى مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليارات دولار يتلقاه الكيان سنويا من امريكا، وتشمل طائرات مقاتلة وقنابل.
-لم يكن العالم شاهدا، كما هو اليوم، على السقوط الاخلاقي الفظيع لامريكا، وهي تمنع وقف اطلاق النار في غزة لاسباب انسانية، وتشارك بهذا الشكل المباشر، الوحش الاسرائيلي، في جرائمه التي يرتكبها بحق شعب محاصر ومحروم من الغذاء والماء والدواء.
فامريكا تنتحر اخلاقيا في غزة، والعالم لم ير امريكا وهي عارية ومجردة، من كل القيم الانسانية والاخلاقية، كما يراها اليوم، والفضل كل الفضل في ذلك يعود الى الدماء الطاهرة لاطفال غزة، وصمود اهلها، وشجاعة مقاومتها.