أكد نائب رئيس المجلس الإِسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن “وظيفة الكيان الصهيوني اللقيط في قلب المنطقة العربية والإسلامية هي المحافظة على هذا الواقع ومنع اي محاولة لتغييره”، مضيفًا أن “المشكلة في حقيقتها هي مع المشروع الغربي الاستعماري والصهيونية العالمية التي ارتضت ان تكون في الواجهة وهي مشكلة العالم العربي والإسلامي وليست مشكلة خاصة مع الشعب الفلسطيني كما حاول الغرب والقوى الداخلية التابعة له تصويرها عبر شعار لبنان أولا وسوريا أولا وهكذا، في محاولة لتحييد العالم العربي والإسلامي وترك الشعب الفلسطيني يخوض وحيدا معركة الأمة ليسهل على الغرب القضاء على القوى المقاومة فيها التي تعمل على اعادة الاعتبار للتعاون العربي والإسلامي للنهوض والتخلص من التبعية وتحقيق الاستقلال الحقيقي والاستفادة من ثرواتها المعرفية ومواردها الطبيعية”.
وفي كلمة له خلال رعايته احتفالًا بانطلاقة العام الدراسي الجامِعي 23- 24، في الجامعة الاسلامية في خلدة، رأى الشيخ الخطيب أن “مسارعة الغرب لنجدة العدو الصهيوني بعد تنفيذ المقاومة عملية “طوفان الاقصى” التي هزّت كيان العدو الصهيوني، لم يكن إلا للحفاظ على هيمنته ومصالحه وهيبته التي عرّضتها العملية طوفان الاقصى للخطر”، وقال: “لا يمكننا في لبنان ان نتصرف بحيادية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، لأن المشروع يتعدى الفلسطينيين إلى سائر المنطقة العربية والاسلامية ولبنان بشكل خاص”.
وتابع: “لقد كان وعينا لحقيقة المشروع الغربي الصهيوني مبكرًا ووقف شعبنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ودفع أثمانا باهظة على هذا الطريق، وكان الجنوب اللبناني مفتوحا أمام قوى المقاومة لمجابهة الخطر الغربي الصهيوني وانخرط ابناؤه فيها”، وذكر أن “الإمام موسى الصدر قال في كلمته المشهودة: “إن شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين”، ونرى ذلك مشرفا على التحقق بهذا التعاون بين “حركة امل” والمقاومة الإسلامية وتعاون قيادتيهما وما قدمتاه من شهداء في عملية إسناد المقاومة الفلسطينية في معركة غزة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة كقضية مركزية للعالم العربي والإسلامي”.
ورأى أن معركة غزة “وحدت الموقف للشعوب العربية والاسلامية، وأعادت على الصعيد اللبناني توحيد الغالبية من الشعب اللبناني حول المقاومة”، آملا “من القوى السياسية الانسجام مع هذا الواقع الجديد والوقوف صفا واحدا الى جانب المقاومة في مواجهة التهديدات الصهيونية في تدمير لبنان واعادته إلى العصر الحجري”.
وذكر الشيخ الخطيب أنّ “الوحدة الداخلية والحوار بين الفرقاء السياسيين والخروج من الاعتبارات والمصالح الخاصة إلى المصالح العامة ومن الفراغ في المؤسسات الدستورية، أمر أكثر من ضروري في هذه المرحلة لمواجهة الأخطار التي يشكلها العدو المتربص بلبنان الذي يرى فيه النموذج المناقض له والذي استطاع على المدى الزمني القصير ان يشكل أكبر تهديد لوجوده”، وقال إن |كل التحولات الشعبية في الرأي العام العربي التي حصلت في التجرؤ على كيانه والابداع في مواجهته ومهاجمته من المقاومة خصوصا في المرحلة الراهنة يعود الى المقاومة اللبنانية على الرغم من كل مشاكله وانقساماته الداخلية”.
وشدد على أننا “بحاجة إلى حوار داخلي وسيتبين للجميع أن الهواجس الداخلية من المقاومة عائدة إلى طريقة التفكير والحسابات الطائفية الخاطئة، وأن المقاومة خارج هذه الحسابات، فالمقاومة حررت لبنان وهي تقوم بردع العدو وتحافظ إلى جانب الجيش والشعب اللبناني عن حدوده ومصالحه وهي ليست بديلا عن الجيش، كما أنه ليست لديها اجندات خاصة تريد فرضها على اي فريق واجندتها هو الحفاظ على لبنان ووحدة ترابه وكرامة شعبه”.
ولفت الشيخ الخطيب الى أن “الوقائع أثبتت أن مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ليست أداة يمكن الاعتماد عليها لدفع العدوان وتحقيق السلام لشعوبنا، وانما الاعتماد على الله وعلى أنفسنا ووحدتنا الداخلية والتنسيق بين قوى المقاومة التي اثبتت في الميدان فاعليتها”.