أكّد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض “ضرورة التعاون والتنسيق بين كافة الكوادر الطبية والتمريضية”، مشيرّا إلى أنّ “وضعنا اليوم أسوأ بكثير من العام 2006، خصوصًا من الناحية المادية ولجهة تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية التي ارتفعت أسعارها عشرات الاضعاف”.
وخلال كلمة له في مؤتمر مستشفى هيكل السنوي السادس برعاية وزير الصحة بعنوان: “المرونة وخفة الحركة في إدارة الكوارث، وإعادة تأكيد المعايير”، في مركز الصفدي الثقافي على مدى يومين متتاليين.
وقال: “نحن كأطباء تعودنا أن نضمن شفاء المريض الذي يزورنا ولا ندخل غرفة عمليات إلا عندما نضمن لأهل المريض نجاحها وتعلمنا أن نكون حاضرين في كل الظروف في السلم والحرب، كنا نجترح الحلول ولا نيأس لذلك كان القرار بالتحضير لخطة مواجهة بالمكانيات المتاحة وكانت نقطة البداية أن نسأل كل قطاع ماذا يمكّنه أن يحضّر؟ اتصلنا أولًا بمستوردي الأدوية الذين أكدوا أنّها مؤمنة لمدة ثلاثة أشهر واتصلنا بمصنعي الأوكسجين الذين أكدوا أيضًا بأنّ لديهم ما يكفي لأكثر من 3 أشهر وأمنّا عددًا كبيرًا من الفلاتر لغسيل الكلي وعملنا على فتح عدد من المراكز في العديد من المناطق لتسهيل الانتقال أمام المرضى”.
وتابع الأبيض: “شددنا على التواصل والتنسيق بين كافة المستشفيات الخاصة والحكومية خصوصًا في هذا الظرف الصعب. نحن حاضرون اليوم بعد ان شاهدنا ما قامت به مستشفى هيكل ومستشفى الجامعة الأميركية والعديد من المستشفيات من استعدادات ونحن وضعنا الإطار التنظيمي للتعاون بين المستشفيات لحسن استخدام المواد.
وأعطى مثالًا المواجهة السريعة للكوليرا وخصرها في مدة لم تتجاوز 5 اسابيع”.
وأضاف: “نحن جميعًا نرى ما يحصل في غزة ومن الواضح أن هناك استنزاف للقطاع الصحي، ليس بالخطأ يقصف العدو المستشفيات، هناك إستهداف للمستشفيات والعاملين في القطاع الصحي من اليوم الأول لأنهم أساس الصمود لأهل غزة والمقاومين.
كلنا علينا مسؤولية تجاه هذا البلد وتجاه اي عدوان من عدو يطمع ارضنا، اشكر كل العاملين في القطاع الصحي العام والخاص واشكر مستشفى هيكل على مبادرتها ونشاطها”.
وشدد على أن “المستشفيات ليست بحاجة لعتاد طبي وتمريضي، ففي العام 2006 كانت المستلزمات الطبية موجودة وبكميات كبيرة وفي العام نفسه لم نكون تحت وطأة الازمة الاقتصادية الخانقة بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، كما لم يكن هناك ما يقارب المليونين نازح وهذا ما يشكل عبئ علينا وعلى النظام الصحي اللبناني، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها.
الأزمات التي واجهت لبنان وضعت القطاع الصحي أمام الانهيار”.
وركّز على أن “القطاع الطبي على استعداد تام وجهوزية عالية لمواجهة اي اعتداء او عدوان، ولكن لم يكن الامر بهذه السهولة فكنا نتساءل هل سنستطيع مواجهة عدوانا كالعدوان الذي يتعرض له قطاع غزة، فكان الجواب نعم بالتضامن والوحدة والمسؤولية نستطيع ان نتجاوز اي عدوان او حادث طارىء قد يحصل على بلدنا الحبيب”.