أخبار لبنان

تحت عنوان يوميات مسعف لبناني…تفاصيل مُروعة من الجنوب تُنشر لأوّل مرّة

نشرت منصّة “بلينكس” الإماراتية تقريراً تحت عنوان: “يوميات مسعف في لبنان.. عبد ورفاقه تحت قصف إسرائيلي”، وجاء فيه:

يعيش المسعفون ورجال الإنقاذ في جنوب لبنان لحظات خطرة جداً وسط التوتر عند الحدود مع إسرائيل منذ 7 تشرين الأول الماضي. الظروف التي تُحيط بعمل هؤلاء ليست سهلة، وفي أي لحظة يمكن أن يتحوّل المُسعف من مُنقذٍ إلى شخص يريد من الآخرين إنقاذه.

حصل هذا الأمر فعلاً مع عدد من المسعفين في الجنوب قبل أيام، حين تعرضوا لقصف إسرائيلي طاول سياراتهم. كذلك، هناك رجال إطفاء واجهوا خطر القصف أيضاً أثناء تنفيذهم مهام إخماد نيران في مناطق حدودية متقدمة.

الظروف التي يعيشها المسعفون ورجال الإطفاء صعبة، فتفاصيل يومياتهم تحمل الكثير من الأخطار.. كيف يعيش هؤلاء في مناطق التوتر؟ وما هي معاناتهم؟

تفاصيل لحظة القصف

تحدّثت بلينكس مع المُسعف في كشافة الرسالة الإسلاميّة، عبد رحّال، الذي نجا من الموت بأعجوبة، إثر تعرضه مع طاقم فريقه لقصفٍ إسرائيليّ في بلدة طيرحرفا الجنوبية يوم الأحد الماضي.

رحّال روى اللحظات العصيبة التي واجهها آنذاك، كاشفاً للمرة الأولى عن تفاصيل فرضت نفسها أثناء الحادثة.

يقول رحّال، 51 عاماً، الذي أصيب بجروح بالغة جراء القصف، إنّه وردت إلى مركز طيرحرفا في “كشافة الرسالة” معلومات تفيد بسقوط جرحى إثر قصفٍ إسرائيلي في البلدة، وأضاف: “على الفور، وبواسطة سيارتيْ إسعاف انطلقنا بسرعة. لم نلتفت إلى الخطر، فواجبنا الإنسانيّ أقوى من أيّ شيء، وعلينا أن نُنقذ أرواح الجرحى مهما كلّف الثمن”.

يلفت رحال إلى أنّه أثناء وصوله إلى نقطة القصف حيث الجرحى، تم السعي مع فريق المسعفين لإنجاز المهمة الميدانية، إلا أن المفاجأة كانت في تعرّضه مع 3 أفراد من فريقه لقصف إسرائيلي مباغت بواسطة طائرة مُسيرة.

رحال كشف أنّ “اللحظة كانت مُروّعة جداً والمشهد أقسى من أن يوصف”، مشيراً إلى أنّ “الصاروخ الذي أطلقته الطائرة كان الأول”، وأضاف: “المسافة بيني وبين تلك القذيفة لم تكن بعيدة.. حينها، سمعت صراخاً في المكان.. تمكنت من الوصول إلى أوّل شخصٍ مصاب أمامي وتبين أنه شقيقي.. كان السعي كبيراً لإيقاف النزيف الذي تعرّض له بأي وسيلة، ثم حاولت الوصول إلى شخصٍ آخر لإسعافه وإنقاذه ووقف نزيفه من خلال إسعافاتٍ فورية.

حقاً، كانت المحاولات محاطة بمخاطر كبيرة جداً وبكل قوة استطعت القيام بكل ما أستطيع فعله”.

المفارقة الأقوى هنا هي أنّ رحال وأثناء محاولته إسعاف عناصر فريقه، تعرّض لقصفٍ صاروخي مع زميل آخر له، ويضيف: “الصاروخ سقط قرب سيارة الإسعاف التي كنت أقف بجانبها، والمسافة بيني وبينه كانت قرابة المتر تقريباً. هنا، أُصبت بجروحٍ في القدم، وعندها كانت الواقعة كبيرة.

الجميع بات في عداد المصابين.. الأمر لا يصدق.. ذهبنا لإنقاذ جرحى وأصبحنا نحن الجرحى”.

وأكمل: “إثر ما حصل، وصلت معلومات إلى إدارة الجمعية بأنّنا تعرضنا للقصف، وعلى الفور جرى التحرّك لسحبنا من المكان.. بالي كان مع فريقي الذي اعتبره جزءاً مني.. كلنا واحد في ظل المأساة والمصيبة”.

مهام عند خطوط المواجهة

لا تختلف القصة التي رواها المُسعف عبد كثيراً عن رواية أخرى يكشفها رئيس مركز النبطية الإقليمي في الدفاع المدني حسين فقيه. ما يجمع الطرفان هو مواجهة الخطر وتحدّي القصف وإنقاذ الناس.

يقولُ فقيه، في حديثٍ لموقع بلينكس، إنّ فرق الدفاع المدني تعرّضت لقصفٍ إسرائيليّ أثناء تأديتها مهامها المطلوبة في المناطق الحدودية وتحديداً عن خطوط المواجهة، موضحاً أن عملية إخماد النيران عند خطوط التماس تتمّ بالتنسيق مع الجيش الذي بدوره ينسق مع “قوات اليونيفيل” لتأمين سلامة رجال الإنقاذ بالدرجة الأولى.

مشهدٌ مروّع

في حديثه، يتطرق فقيه إلى حادثة قصف إسرائيل، الأحد الماضي، لسيارة مدنية في منطقة عيناتا – جنوب لبنان والتي أسفرت عن سقوط 4 ضحايا هم: الأطفال ريماس، تالين، وليان شور، وجدّتهم سميرة أيوب.

يلفت الموظف في الدفاع المدني إلى أنَّه واكب عمليات سحب الجثث من مكان الحادث، ويقول: “اللحظة كانت حزينة جداً حينما تبلغنا أن سيارة مدنية تعرضت للقصف. على الفور، تمّ إرسال آلية إطفاء وهناك كان المشهد مروعاً ومؤثراً”.

يشير فقيه إلى أنّ واقع السيارة والضحايا كان صعباً جداً لدرجة أنّ بعض المنقذين بقي مصدوماً مما رآه، ويضيف “الإنسانية تطغى على أي شيء.. كل شخصٍ سيتأثر بما يراه من كوارث، لكن ذلك لن يثنينا عن متابعة عملنا لأن حق الناس في الحياة هو الأساس”.

“سنعود إلى الميدان”

وسط كل هذه المآسي والأحداث، يحسم رحّال أمر إمكانية عودته إلى الميدان بعد القصف الذي تعرّض له، ويقول: “ما أن نستعيد عافيتنا بشكلٍ كامل، وما أن تنتهي الصيانة لسيارات الإسعاف التي تعرضت للقصف، فإننا سنعود فوراً إلى الميدان”.

أما فقيه، فيُؤكد إنه رغم كل شيء، فإن المتطوعين ما زالوا يهبّون لتأدية الواجب الإنساني، ويختم قائلاً: “نحن نشكل شبكة أمان للمواطنين ونتواجد في كل المناطق ونغطيها جميعها ولن نتركها لأن واجبنا يُحتم علينا ذلك”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى